الجمعة، 12 يونيو 2009

إنترنت سورية.. تعددت الأسباب والانقطاع واحد


شكا عدد من مستخدمي إنترنت في سورية من انقطاع في الخدمة في عدة مناطق في دمشق ومحيطها.وقال مستخدمون لشبكة إنترنت في العاصمة السورية لـ"أريبيان بزنس" إنهم وجدوا صعوبة بالغة في الدخول إلى الشبكة المحلية للقيام بأعمالهم في ساعات الصباح والظهيرة، وإن كثيرا من محاولاتهم فتح بريدهم الإلكتروني باءت بالفشل نتيجة انقطاع الخدمة بشكل نهائي. وعانت مناطق في دمشق ومحيطها من متاعب متفاوتة تراوحت بين بطء الخطوط وغياب الخدمة بشكل كامل، في حين نفى مستخدمون آخرون في مناطق أخرى من العاصمة تعرضهم لأي مشاكل. ولم تثمر محاولات الاستفسار عن سبب المشكلة من المؤسسة العامة للاتصالات السورية والتي تشرف على توفير الخدمة في البلاد عن نتيجة، وكانت خطوط الشكاوى الموضوعة في الخدمة إما مشغولة طوال الوقت، أو متروكة من دون رد من قبل موظفي المؤسسة. وفي اتصال مع الجمعية العلمية السورية للمعلوماتية، أحد مزودي خدمة إنترنت الأساسيين في البلاد، نفى قسم الدعم الفني في الجمعية لـ"أريبيان بزنس" علمه بوجود مشاكل تقنية أو لوجستية من هذا القبيل على خطوط الجمعية، مؤكدا أنه لم يتلق من عملاءه أية شكاوى أو اعتراضات بهذا الخصوص. كن موظفا في الجمعية عاد وأقر لـ"أريبيان بزنس" بحدوث انقطاعات في شبكة تبادل المعطيات التابعة لمؤسسة الاتصالات (بي دي ان) صباح الخميس، قائلا إنه من المفترض أن تكون تلك المشكلة قد حلت. ومن دون أن يقدم أية معلومات إضافية عن طبيعة القصور الذي أدى إلى تلك الانقطاعات. وأرجع أحد أصحاب مقاهي إنترنت في وسط العاصمة دمشق سبب عدم توفر الخدمة لدى بعض تلك المقاهي من حين لآخر إلى تشدد السلطات المحلية مع ملاك ومديري تلك المنشآت لأخذ تفاصيل الهويات الشخصية وتسجيل بيانات جوازات السفر للرواد والزبائن، وفرض غرامات على المتساهلين في تطبيق هذه الشروط تبلغ أحيانا حتى 800 دولار، أو إغلاق المقهى 15 يوما وقطع خدمة الاتصال يالشبكة الدولية عنه. ويشكو السوريون إجمالا من تعثر أداء خدمة إنترنت في البلاد، من حيث بطئها، وارتفاع كلفتها، وتواضع نشاط الكادر الفني المشرف عليها، ناهيك عن عدم وجود ضمانات لتعويض المشتركين عن أضرار انقطاع الخدمات، ما ينعكس انخفاضا في عدد مشتركيها المحليين، غير الراضين عموما. أدى عطب أصاب بعض الكابلات البحرية أوخر العام الماضي إلى حدوث انقطاع في الاتصالات الهاتفية، وتعطل شبكة إنترنت في سورية، ومناطق في أوروبا والشرق الأوسط وآسيا. ونقلت وكالات الأنباء في حينه أن ثلاثة من الكابلات البحرية الرئيسة الموجودة قرب محطة الاسكندرية في مصر قطعت، وإن عطبا أصاب الكابل GO الواقع تحت مياه البحر المتوسط والموجود على مسافة 130 كيلومترا من جزيرة صقلية. ما أرجعت مؤسسة الاتصالات انقطاع إنترنت منتصف ابريل/نيسان الماضي في البلاد إلى عطل أصاب أحد الأجهزة المخدمة للشبكة، وتعهدت المؤسسة في حينه إصلاح العطل خلال ساعات إلا أن الانقطاعات استمرت لمزيد من الوقت. ووقعت المؤسسة العامة للاتصالات اتفاقا مع الاتصالات القبرصية لتوسيع سعة الكابل البحري الرابط بين مدينة طرطوس (على الساحل) ومدينة انتاسيخينوس من الطرف القبرصي، ونص العقد في حينه على تأمين سعات كبيرة تقدر بعشرة أضعاف ما هو متوفر حالياً . وتسبب لصوص محليون بقطع خدمة إنترنت لعدة ساعات في كافة المحافظات السورية أوائل اكتوبر/تشرين الأول من العام الماضي بعد سطوهم على الخطوط النحاسية الهاتفية في مناطق ريفية قريبة من العاصمة دمشق، متسببين بضرر بالغ للكبل الضوئي الرئيسي الذي يصل سورية بالشبكة العالمية، وذلك في حادثة هي الثانية من نوعها بعد سابقة لها في مارس/آذار من العام 2007 نالت من الكابل الضوئي في منطقة قريبة من مدينة طرطوس على ساحل المتوسط، ما أدى في حينه إلى توقف الخدمة جزئيا في سورية لبضع ساعات كذلك. بات شائعا أن يلجأ العديد من السوريين إلى تذييل حساباتهم على إم إس إن ماسنجر، وياهو ماسنجر، وجوجل توك بعبارات ساخرة من حال خطوط إنترنت التي يستخدمونها، من قبيل "أنا مش كافر بس النت كافر"، "الدين ممنوع والخط مقطوع والنت على الله"، و"زيديني نتا زيديني"، ما يشي بأن كثيرا منهم أسقط في يده، وبات أميل للتأقلم مع الصعوبات التي تعترض سبيل قاصد الخدمة. وقررت مؤسسة الاتصالات السورية من جهتها مؤخرا إخضاع موظفيها لتقنين في خدمة إنترنت لا يزيد عن أربع ساعات يوميا خلال الدوام الرسمي، بسبب ما تقول المؤسسة إنه "غياب لضوابط الاستخدام من حيث زمن الدخول ونوعية المواقع المتصفحة ". يستخدم قرابة 98 بالمائة من المشتركين المسجلين في خدمة الإنترنت في سورية الاتصال الهاتفي العادي Dial up للولوج إلى الشبكة. في حين أعلنت وزارة الاتصالات والتقانة السورية مؤخرا عن توفير 33 ألف بوابة ADSL جديدة، علما أن الوعود الرسمية بتوفير هذه البوابات تعود إلى نوفمبر/تشرين الثاني من العام الماضي. ويظل رقم 33 ألفا -أوحتى 50 ألفا وفق تصريحات رسمية أخرى- قاصرا برأي مراقبين عن تلبية الطلب المتزايد على خطوط الحزمة العريضة في بلد يعد 24 مليون نسمة وفق الإحصاءات الأخيرة. ليست كل متاعب شبكة إنترنت السورية تقنية محضة، فقد كان لقضايا الفساد نصيب لا بأس به في عرقلة أداء المؤسسة التي تحتكر تنظيم عمل هذا القطاع في البلاد. فخلصت على سبيل المثال التحقيقات في قضية عقود خارجية أبرمتها المؤسسة العامة للاتصالات السورية عام 2006 إلى تورط مسؤولين كبار من بينهم مستشار وزير الاتصالات والتقانة وعدد من المهندسين في مؤسسة الاتصالات ورجل أعمال معروف في قضايا فساد كبرى. طال التحقيق الشركة الكندية ريتش تيليكوم، والتي تخلفت عن سداد 61 مليون دولار أمريكي من التزاماتها التعاقدية لمؤسسة الاتصالات السورية، إضافة إلى عشرات أخرى من ملايين الدولارات خسرتها المؤسسة إبان انطلاق التعاقد.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق