السبت، 13 يونيو 2009

بمشـاركة عربيـــة ودوليـــة .. العطـار تفتتـح المؤتمـر الوطني الأول لصنـاعـة المحتـوى الرقمـي العربي .. التحصيــل العلمـي وامتـــلاك المعـــارف لبنــا

افتتحت الدكتورة نجاح العطار نائب رئيس الجمهورية مساء أمس المؤتمر الوطني الاول لصناعة المحتوى الرقمي العربي الذي تقيمه وزارتا الاعلام والاتصالات والتقانة والجمعية العلمية السورية للمعلوماتية بالتعاون مع اللجنة الوطنية للتربية والثقافة والعلوم بمشاركة ست دول عربية وعدد من المنظمات الاقليمية والدولية في قصر الامويين للمؤتمرات.

‏ ودعت الدكتورة العطار في كلمة لها الى الاهتمام بالتحصيل العلمي لامتلاك المعارف التي تتيح لنا ان نكون على صلة وثيقة بعلوم العصر لتحقيق ما نصبو اليه من بناء دولة عصرية وتنمية متقدمة تعطي لمنظومتنا المعرفية القدرة على ان تكون عنصر تغيير في الحركة التاريخية التي لا تعرف السكون وان ترسي دعائم مشروع نهضوي كفاحي وحضاري ينطلق من الواقع الحي في حركيته ومستقبليته وفي فرادته وشموليته وفي تفاعله الخلاق مع ما في العالم من جديد في العلم والمعارف والتكنولوجيات وفي الفتح الالكتروني الذي هز الدنيا بمعطياته وكشوفاته.‏ واوضحت السيدة نائب رئيس الجمهورية أن تأسيس الجمعية العلمية السورية للمعلوماتية في دمشق عام 1989 كان الخطوة الاولى التي استهدفت نشر الثقافة المعلوماتية وثقافة المعلومات وأن السيد الرئيس بشار الأسد وضع الجمعية على رأس سلم أولوياته وهيأ لها امكانات كثيرة من توفير الحواسيب وامكانات التدريب والمراكز المتعددة مؤكدة أهمية تأهيل الشبيبة والناشئة بتطوير التعليم وتوفير المستلزمات وامكانات التدريب على أحدث الاساليب المعمول بها في بلدان العالم المتقدم.‏ وأكدت الدكتورة العطار ان الرئيس الأسد أدرك أن الحياة لا تأخذ معناها الا من تكريسها لما هو أكبر وأسمى لرؤى تسع الكون وتتندى لها الارض وانه لا سبيل الى ذلك الا باعادة انتاج المجتمع وبناء الشخصية المبدعة المرتبطة بالمعارف المتطورة وبالنشاط الفكري الخلاق والنظرة العلمية الصائبة منطلقا من ايمانه بمحورية الثقافة في منظومة مجتمع المعلومات ومحورية اللغة في منظومة الثقافة على أمل دخول العصر من بابه الاوسع وحتى لا يبقى دورنا دور الشهود على ما يجري في العالم من حولنا.‏ وقالت السيدة نائب رئيس الجمهورية ان سورية تنشط على أكثر من صعيد وتلقى كل التوجهات التحديثية فيها دعما كبيرا من رئيس البلاد الذي احدث كلية للمعلوماتية وجامعة افتراضية وعزز وزارة الاتصالات والتقانة.. وفي سعيه لبناء مجتمع جديد ذي نبض جديد حرص على التمكين للغة العربية وحمايتها ودفع الاذى عنها لانه يدرك ان اللغة العربية هي من اهم اسس قوميتنا وانها الهوية والاصرة واذا كنا حريصين على موقعنا في قلب العصر فان هذا لا يعني أن تضيع الهوية الجامعة والثقافة المتجذرة والثوابت المرتكزة على الايمان بالامة العربية لغة وتراثا وتاريخا وانتماء من المحيط الى الخليج.‏ وأوضحت ان مشروع النهوض باللغة العربية للتوجه نحو مجتمع المعرفة الذي تبناه الرئيس الأسد وتبنته قمة دمشق العام الماضي 2008 هو المشروع الاهم كونه يعتمد في بنوده تحديث مناهج تعليم اللغة العربية واستخدام تقانة المعلومات والاتصالات وزيادة عدد مؤسساتها واعتماد مبدأ التعليم مدى الحياة اضافة الى اصدار تشريعات وطنية لحماية اللغة العربية وترقية استخدامها وتطوير استعمالاتها في الاعلام والاعلان بكل أشكاله وفي المواقع العربية على الشابكة وزيادة المحتوى العربي.‏ واشارت السيدة نائب رئيس الجمهورية الى الثورة الالكترونية التي شهدتها العقود الاخيرة من القرن الماضي وما حققته من مستجدات على صعيد عوالم الحواسيب والتقانة وأثرها في قضايا العلم والثقافة والتنمية والاقتصاد ومجمل التراث الانساني والابداع البشري وما تفرضه هذه المستجدات من تعامل مختلف لا يستند الى الذاكرة الانسانية وحدها وانما وبغير قياس الى الذاكرة الحاسوبية التي ستكون ذاكرة زماننا ومصدر معارفنا وكتاب عصرنا وسيكون مردود نتاجه كما هو متوقع هائلا بطاقته التي لا حد لحجمها ولا سعة لرحابتها ومن الضرورة بمكان أن يأخذ موقعه في حياتنا.‏ وقالت الدكتورة العطار ان هذا التحول المعلوماتي والتقاني أذهل الغرب أيضا وتحدث بعضهم عن شبح القنبلة المعلوماتية بعد القنبلة الذرية مستشهدة بما قاله الفيلسوف لويس بويل في كتابه نحو وعي كوني .. اننا حتى في الغرب نعيش زمنا دخل فيه العلم الى الكون الروحي وبدل عقل الملاحظ نفسه ورفعه الى مستوى ليس هو بمستوى الذكاء المتعارف عليه لاننا لم نعد ملتصقين بالارض وحدها بعد أن أخذنا نتحرك في الزمن النجمي وبات وجوبا علينا أن ننتقل الى وعي الكون من حولنا وأن نوسع أفق معلوماتنا الى ما بعد نقطة اللانهاية لان هناك ثورة معلوماتية تجري تحت أبصارنا وتتجلى بالعودة الى التزاوج غير المتوقع بين العقل والحدس ويجدر بنا بل يفترض بنا أن نقبل الحقيقة الواقعية حقيقة أننا ندرك فقط جزءا من المليون مما نعرف أنه متغيرات علمية متسارعة مندفعة الى أمام منطلقة في الجهات الاربع لكوننا وحياتنا والتي هي في المال فوق حدود الرؤية الانسانية تقريبا.‏ واوضحت الدكتورة العطار انه في ظل هذا التطور المعلوماتي الكبير وجد العرب أنفسهم مضطرين لاستخدام اللغة الاجنبية للدخول الى عالم الانترنت كون معظم المحتوى باللغات الاجنبية الامر الذي دفعهم الى التفكير بضرورة الاهتمام بالمحتوى العربي نظرا لاتساع تطبيقات المعلوماتية بما يغني الحياة الثقافية ويطور الاداء ويختصر الزمن ويحمي التراث ويوفر المرجعيات بيسر وسهولة ودقة علمية بالغة.‏ واضافت ان اللغة العربية لا تحظى سوى بنسبة 5ر1 بالمئة من لغة المحتوى على الشابكة وتقتصر على خدمات بسيطة والعاب مقارنة باللغة الانكليزية التي تحتل المرتبة الاولى الامر الذي يحتم علينا العمل على تعزيز المحتوى العربي وتلافي التقصير من كل الجهات المعنية سواء في الوزارات او الجمعيات او الجامعات مشيرة بهذا الصدد الى عدة مشاريع اطلقت في هذا الاتجاه منها المشروع الذي تبنته الجامعة العربية الذي يعني بالنتاج اللغوي وايجاد بنك نصوص يتضمن امهات الكتب الادبية والعلمية والتقنية ووضع هذه النصوص في موقع على الانترنت بمشاركة أكبر عدد من المؤسسات العلمية في الوطن العربي.‏ واشارت الدكتورة العطار الى ان كل هذا يستدعي أن نولي اهتماما خاصا للبحث العلمي الذي يشكل بالتأكيد عامل القوة في المجتمعات المتقدمة ولا يمكن الحديث عن مجتمع المعرفة دونه فالبنيان الاساس لمجتمع المعرفة يرتكز على الانسان المبدع أولا وعلى التقنيات المتقدمة ومراكز البحوث المنتجة للمعلومات العلمية والتقنية.‏
‏ وأوضحت الدكتورة العطار انه بالرغم من الصعوبات التي تقف أمام صناعة المحتوى العربي بسبب شكل الحرف العربي الا ان ذلك ليس مبررا للتقاعس اذ استطاعت لغات اخرى لديها نفس المصاعب من تعزيز محتواها على الانترنت.‏ ودعت الدكتورة العطار في اطار رسم استراتيجية المحتوى العربي على الانترنت الى توضيح المفاهيم وشرح المصطلحات المستخدمة والكلمات الخاصة وتجنب التعقيد الذي نراه فيما بين أيدينا من نصوص.‏ كما دعت الى تحويل الشابكة والحواسيب الى حق عام للناس لتكون في متناولهم وجزءا من ثقافتهم وأن توفر لهم امكانات الافادة من ثورة المعلومات الراهنة مع توجيه اهتمام خاص للابناء في كل مراحل التعليم بدءا من الطفولة الاولى.‏ كما دعت السيدة نائب رئيس الجمهورية الى بذل أقصى ما يمكن من أجل توفير الكوادر المؤهلة واعداد الانسان القادر بتكوينه العلمي على استخدام كل التقنية المتاحة وزيادة المحتوى الرقمي العربي فيما يتعلق بتراثنا الحضاري والثقافي وفي اغناء المكتبة الرقمية العربية وبذل كل الجهود الممكنة لتظهير صورتنا الحقيقية بمصداقيتها التاريخية.‏ ودعت الدكتورة العطار الى احداث مواقع خاصة بسورية على الشابكات يتولى الكتابة فيها مفكرون ومثقفون وعلماء وسياسيون مناضلون بالقدر الذي نستطيع تحقيقا لوجودنا الدولي وتصحيحا للمفاهيم الخاطئة.‏ وختمت السيدة نائب رئيس الجمهورية بالقول انه علينا أن نتذكر أن كل ما نقول عن اقتصاد المعرفة ومجتمع المعرفة لا يمكن أن يتحقق الا اذا قطعنا أشواطا في عملية صناعة المحتوى العربي اغناء وارتقاء وأن الطريق صار مفتوحا أمامنا وعلينا أن نحث الخطا ونبذل أقصى ما نستطيع ولا نتوقف عند القرار بل نسعى الى التنفيذ.‏ الدبس: صناعة قائمة بذاتها‏ من جهته اشار المهندس نبيل الدبس معاون وزير الاعلام رئيس اللجنة العلمية للمؤتمر الى اهمية المؤتمر كونه ينظم لاول مرة في سورية والاول من نوعه في الوطن العربي لافتا الى ان صناعة المحتوى وصناعة التكنولوجيا الحيوية سيشكلان ساحة السباق الساخنة التي ستشهد تنافسا حادا بين البلدان المتقدمة للهيمنة على السوق العالمية لاقتصاد المعرفة من جانب ونضالا مريرا من قبل البلدان النامية سعيا للحاق به من جانب آخر.‏ واوضح الدبس ان اعلان المبادىء الذي تبنته القمة العالمية لمجتمع المعلومات في دورتها الاولى في جنيف عام 2003 شدد على ضرورة اعطاء اولوية في بناء مجتمع المعلومات لانشاء المحتوى الرقمي المحلي والاهتمام بكل صنوفه التربوي منها والعلمي والثقافي والترفيهي مبينا ان خطة العمل العربية التي اعتمدها مجلس وزراء الاتصالات والمعلومات العرب في اطار التحضير للقمة اظهرت اهمية صناعة المحتوى في الحفاظ على التراث والثقافة وفي تطوير وتنمية المجتمعات العربية وان بيان دمشق الذي صدر نهاية العام الماضي عن الاجتماع المشترك لمجلسي وزراء الاعلام ووزراء الاتصالات والمعلومات العرب اكد ضرورة العمل على زيادة الاستثمار في صناعة المحتوى الرقمي العربي الذي اصبح صناعة قائمة بذاتها ذات تأثير متنام على الاقتصادات الوطنية.‏ وبين معاون وزير الاعلام ان المحتوى الرقمي في مجتمع المعلومات لا يقتصر على المتوفر على شبكة الانترنت بمختلف مجالاته بل يتجاوزه ليتناول تطبيقات المحتوى في توليد المعرفة بمعناها الواسع وتوسيع مجالات استثمار منظومات تقانة المعلومات والاتصالات وتسخيرها لاغراض التنمية الاقتصادية والاجتماعية.‏ وقال الدبس ان المشهد السوري على صعيد صناعة المحتوى الرقمي يتمثل في جهود منفردة واحيانا فردية لصناعة ما يشبه المحتوى الرقمي ودراسات واجتهادات ظلت في غالبيتها على الورق وبضع مشاريع طموحة حاولت وتحاول الصمود.. هذا بينما يتجه العالم الرأسمالي الى صناعة محتوي عابر للاوطان مبني بأدوات تقنية بالغة التطور يواكب ويتفاعل مع مجتمع معلومات عالمي وليد يمتاز بشراهته المذهلة للمحتوى وتلهث التجمعات الاعلامية والاتصالاتية الاحتكارية متعددة الجنسيات الى جعله مجتمع معلومات معولما يسوده ويحكمه قانون السوق مضيفا انه وامام هذا المشهد اختارت سورية ان تعمل التفكير في آليات لجمع هذه الاجتهادات والجهود والتنسيق فيما بينها وتوحيد معاييرها ورسم ملامح خطة لصناعة المحتوى الرقمي وطنيا باللغة العربية.‏ واوضح الدبس ان المؤتمر سيناقش 52 ورقة عمل حول المحاور الاساسية والفرعية وسيتم خلاله عقد جلستين حواريتين مع عدد من الوزراء ونخبة من المفكرين والاعلاميين واصحاب المصلحة حول دور وسائل الاعلام والمؤسسات الثقافية في تعزيز صناعة المحتوى وحول ملامح استراتيجية وطنية سورية لصناعة المحتوى الرقمي العربي لافتا الى انه الى جانب الاوراق المقدمة من الجامعات والجهات الحكومية هنالك مشاركة لافتة من جهات وشركات خاصة وجمعيات اهلية.‏ واشار الى ان محاور جلسات المؤتمر ستتناول دور المنظمات الدولية ومجالات البحث والتطوير والتوثيق الرقمي ومتطلبات ومقومات ومؤشرات ومعايير صناعة المحتوى الرقمي العربي والابعاد الثقافية والاجتماعية والاقتصادية والاعلامية لهذه الصناعة وبعض التجارب والمشاريع العربية اضافة الى المبادرات والتجارب والمشاريع الرائدة السورية في هذا المجال لافتا الى ان هناك ندرة في الابحاث الاقتصادية التي تتلمس مقومات صناعة المحتوى الرقمي في الواقع السوري والتحديات التي تواجهها ومدى توفر الجدوى الاقتصادية لها وفرص الاستثمار فيها كذلك تلك التي تحاول دراسة السوق السورية للمحتوى الرقمي وحجم الطلب على المنتج الرقمي بمختلف انواعه وتوقعات هذا الطلب على المدى المتوسط والبعيد وفرص التعاون مع الدول العربية.‏ وقال الدبس ان موضوع صناعة المحتوى الرقمي في سورية موضوع تشاركي بامتياز يتجاوز قدرات جهة او جهات بعينها لافتا الى ضرورة المبادرة الى تحديد الاولويات الوطنية والبدء في اتخاذ الاجراءات الكفيلة بتوفير البيئة الملائمة لتطوير هذه الصناعة وتحديد سياسة واستراتيجية واضحة لها تأخذ في الاعتبار المعايير المعتمدة والتوجهات السائدة في صناعة المحتوى على صعيد العالم واولويات صناعة المحتوى الرقمي في المنطقة العربية.‏ رزوق: تعزيز المحتوى‏ الرقمي وتفعيل دوره‏ وقال الدكتور راكان رزوق رئيس الجمعية العلمية السورية للمعلوماتية ان التجارب اثبتت ان تطوير المحتوى الرقمي هو عمل تشاركي تساهم به كل شرائح المجتمع ومؤسساته كما تبين ان ماحققناه في وطننا العربي في مجال صناعة المحتوى الرقمي العربي مازال دون المطلوب كماً ونوعاً فنسبة المحتوى العربي على الانترنت لا تتناسب ابدا مع نسبة عدد الناطقين بالعربية كما ان هذا المحتوى يفتقر الى الكثير من المقومات اللازمة لجعله يرتقي الى المستوى العالمي.‏ واضاف انه ومن هنا فان اهمية هذا المؤتمر تنبع من كونه منصة للحوار وتبادل الاراء والافكار والتجارب التي من شأنها تعزيز المحتوى الرقمي العربي وتفعيل دوره ليكون اداة في التقدم العلمي والثقافي والاجتماعي.‏ واشار الدكتور رزوق الى المشاريع التي قدمتها الهيئة لدعم المحتوى ومنها مشروع مدونة وطن استجابة لتوصيات القمة العالمية لمجتمع المعلومات والتي دعت الى تعزيز المحتوى المحلي على الانترنت حيث يهتم هذا المشروع بنشر كل ما يتعلق بالحياة الثقافية والاجتماعية في سورية لافتا الى انشاء مجموعة من المواقع التي يهتم كل منها بأخبار محافظة معينة من المحافظات السورية وتطوير الآليات اللازمة لاستقبال المعلومات عن المحافظات وتدقيقها وتبويبها قبل نشرها.. وقد اصبح موقع اي سيريا من اكثر المواقع السورية تصفحا نتيجة غزارة المحتوى الذي يقدمه وتنوعه.‏ واوضح ان الجمعية اطلقت في نهاية العام الماضي جائزة الكندي للمعلوماتية مساهمة منها في دعم الجهد المشكور الذي تبذله لجنة تمكين اللغة العربية وتساهم الجمعية ايضا في رفد المكتبة العربية بالكتب المعلوماتية وقد قامت لجنة التأليف والترجمة في الجمعية بانجاز ترجمة مجموعة من المراجع المعلوماتية واصدرت معجم المصطلحات المعلوماتية وتتابع تطويره وتحديث محتواه اضافة الى مساهمتها في مشروع الذخيرة اللغوية العربية الذي يهدف الى رقمنة التراث العربي ونشره وفق المعايير الالكترونية الحديثة ليكون متاحا الى الشريحة الواسعة من المهتمين به ودعمها كافة المبادرات والمشاريع التي تهدف الى تطوير برمجيات تعني بمعالجة اللغة العربية وقد حصلت هذه المشاريع على العديد من جوائز التقدير من الجمعية واستضافت حاضنة تقانة المعلومات والاتصالات التي انشأتها الجمعية بالتعاون مع جامعة دمشق العديد من هذه المشاريع ومازالت تقدم لها الرعاية اللازمة لتتمكن من الانطلاق نحو الهدف النهائي وهو ايجاد شركات وطنية تمتلك الخبرة الكافية للمساهمة في بناء قطاع المعلوماتية في سورية.‏ عواد: يحفظ اللغة المشتركة‏ بدوره استعرض جورج عواد مسؤول قطاعات الاتصالات والمعلومات في المكتب الاقليمي لليونيسكو الدور الذي تقوم به المنظمة لتعزيز التبادل الحر للافكار عن طريق الكلمة والصورة بالاضافة الى المحافظة على زيادة ونشر المعرفة انطلاقا من رؤيتها القائمة على احترام حرية التعبير والحق في التعليم للوصول الى المعلومات للجميع وتنوع الثقافات والهوية.‏ واشار الى ظهور اهمية المحتوى الرقمي المحلي الذي هو تعبير وتواصل للمعرفة والخبرة المولدة محليا وقال.. ان المحتوى الرقمي العربي يحفظ اللغة المشتركة ويسهل تطورها ويعزز التنوع الثقافي فيما يدعم التنمية الاقتصادية والاجتماعية وهذا المحتوى هو صناعة تجمع الابداع والتطوير والتطبيقات مع نماذج جديدة للانتاج والتوزيع تهدف الى تقديم محتوى مفيد للمستهلكين ومن تطبيقاته النموذجية الالعاب الرقمية والفيديو والصوت الرقمي والتطبيقات والخدمات النقالة وبرمجيات معالجة المحتوى والارشفة الرقمية ومواد التعليم الالكتروني.‏ واضاف عواد ان تعزيز المحتوى الرقمي العربي يتطلب تطوير بنية متكاملة تأخذ في الحسبان الترتيبات السياسية والادارية والمعايير والتطبيقات الجديدة وجودة البيانات المنشورة والبحث والتطوير ومن احد عناصر هذه البيئة سهولة الوصول الى هذا المحتوى ولاسيما عن طريق الانترنت.‏ واشار الى التطور الهائل الذي شهده الوطن العربي في مجال استعمال شبكة الانترنت وزيادة عدد مستخدميها موضحا ان نسبة مستخدمي الانترنت في سورية زادت بنسبة 466ر11 بالمئة بين عامي 2000و 2008 وهي نسبة اعلى اذا ما قورنت ببعض دول المنطقة غير العربية ما يؤكد الاهتمام بهذه التقنيات والاستفادة منها.‏ حضر الافتتاح الدكتور ياسر حورية عضو القيادة القطرية للحزب رئيس مكتب التربية والتعليم العالي القطري و شهناز فاكوش عضو القيادة القطرية رئيسة مكتب المنظمات الشعبية ووزراء الاعلام والاتصالات والتقانة والتعليم العالي والمغتربين وشؤون رئاسة الجمهورية والدولة لشؤون البيئة وفعاليات علمية واقتصادية وثقافية وعدد من المهتمين العرب والاجانب.‏ ويهدف المؤتمر الى استكشاف الآليات التي تساعد على تدارك النقص الهائل في المحتوى الرقمي العربي بمختلف أنواعه وبخاصة توفره على شبكة الانترنت ورسم الملامح العامة لاستراتيجية وطنية لتوفير هذا المحتوى عن طريق صناعة واضحة الاسس والاهداف والبحث في كيفية توجيه هذا المحتوى نحو تحقيق أهداف التنمية الوطنية والحفاظ على الهوية العربية والتفاعل مع العالم الخارجي.‏ وتتركز محاور المؤتمر الذي يستمر ثلاثة ايام على اشكاليات مفهوم صناعة المحتوى وتطبيقاته ومجالاته ومقوماته ومتطلباته واشكاليات انتاج وتوليد المحتوى وتوظيفه في التنمية والابعاد الاقتصادية لصناعة المحتوى الرقمي وخصوصيات المنطقة العربية في هذا المجال بالاضافة الى جوانب التطوير والبحث في مجالات صناعة المحتوى الرقمي وحمايته واستراتيجياته ومشاريعه الوطنية والعربية.‏ ترافق المؤتمر مجموعة من الجلسات التخصصية تتناول مسح الواقع المحلي في صناعة المحتوى من تجارب وتطبيقات عملية وقصص نجاح وفشل في اطار المحتويات التعليمية والاعلامية والسياحية والثقافية والخدمية الحكومية والخدمية الصحية والتجارية الالكترونية اضافة الى كيفية الاستفادة من التجارب العالمية في كل من كوريا الجنوبية والصين وايران والهند واليابان.‏ المؤتمر يناقش‏ إشكاليات المفهوم والتطبيق‏ هذا وقد تابع المؤتمر الوطني الاول لصناعة المحتوى الرقمي العربي نشاطاته بتقديم عروض توثيقية لمشاريع سورية في المحتوى الرقمي تضمنت نبذة تعريفية عن مشروع بناء مملكة تدمر وتجربة افكار ميديا وشبكة المعرفة الريفية.‏ وقدم موقع اكتشف سورية عرضا تاريخيا عن مملكة تدمر قبل الميلاد استنادا الى الدراسات والمخططات والبعثات الاثرية تمثل عملية اعادة البناء بتجول افتراضي ثلاثي الابعاد لجميع المنشآت التي كانت تحتويها المملكة اثناء حكم زنوبيا.‏ وقدمت شركة افكار ميديا مجموعة رسوم كرتونية للاطفال باستعمال تقنية ثري دي ماكس تحت عنوان ابداعات رقمية كما قدمت شبكة المعرفة الريفية ريف نت نماذج تعريفية حول بوابات المجتمع المحلي.‏ واستعرض الدكتور عمار خير بيك عضو اللجنة العلمية للمؤتمر في محاضرته الافتتاحية عن صناعة المحتوى الرقمي اشكاليات المفهوم والتطبيق صيغ المحتوى الرقمي ومواصفاته ومصادره اضافة الى المجالات الاساسية لصناعة المحتوى الرقمي ومتطلبات ومقومات صناعته والصناعات ذات الصلة به والمتمثلة في البرمجيات والعتاد والنشر والاعلام والسينما والترفيه والالعاب مشيرا الى قنوات التوزيع للمحتوى الرقمي المتمثلة بالانترنت وقنوات البث الاعلامي وقنوات البث التخصصي واجهزة الخليوي.‏ وفي تصريح لسانا قالت نبال ادلبي رئيسةقسم تكنولوجيا المعلومات والاتصالات في الاسكوا في بيروت ان الاسكوا تشارك في المؤتمر بمشروع تطوير المحتوى الرقمي والحاضنات التكنولوجية الذي بدىء العمل به منذ حوالي العامين بهدف تعزيز صناعة المحتوى الرقمي والحاضنات التكنولوجية في المنطقة.‏ وأضافت ادلبي ان هذه المشاركة تهدف الى اعداد عدد من الدراسات التي تساعد رواد الاعمال والخريجين الجدد الراغبين في التوجه الى المحتوى الرقمي وتتضمن هذه الدراسات عدة أجزاء منها التقني والفني والتكنولوجي اضافة الى جزء يعرض نماذج من أعمال تساعد الراغبين بالتوجه الى صناعة المحتوى الرقمي العربي وتبنيها اضافة الى تسليط الضوء على الاحتياجات وآلية تدريب الاشخاص الراغبين بالتوجه الى المحتوى الرقمي والتجهيزات المطلوبةلذلك.‏ واوضحت ان هذه الدراسات تحتوي على عدد من المقترحات الهامة للمنطقة العربية والمشاريع التي تحتاجها سواء في المجال الثقافي او العلمي او التقني او في مجال صناعة البرمجيات وذلك لمعالجة اللغة العربية الكترونيا.‏ وبينت ادلبي ان الجزء الثاني من المشروع يتضمن تبني عدد من مشاريع رواد الاعمال الشباب والخريجين الجدد واحتضانهم في حاضنات تكنولوجية في المنطقة وقالت انه من اجل اختيار هذه التطبيقات أطلقنا العديد من المسابقات في خمس دول عربية هي سورية ولبنان والاردن وفلسطين واليمن حول مشاريع وأفكار ابتكارية في مجال المحتوى الرقمي وتم تقييم هذه المشاريع من قبل لجان مختصة في كل دولة وتوصلت اللجان الى اختيار مشروع او اكثر من كل دولة نأمل ان تنتهي مع نهاية هذا العام 2009 وأوضحت ان من بين هذه المشاريع مشروع محرك بحث في اللغة العربية في فلسطين يستخدم تقنيات حديثة اضافة الى مشروع معالجة الكلام باللغة العربية في سورية وعدد من مشاريع المواقع العربية الالكترونية في لبنان التي استخدمت تقنيات تطبيق الالعاب الثقافية والترفيهية تحت اطار اللعبة في المنطقة العربية.‏ وقال رضوان قاسمية المدير التنفيذي لشركة افكار ميديا ان الواقع الحالي يتطلب وجود انتاج عربي ومحلي يساعد على الفهم الحقيقي لمعنى المحتوى الرقمي معتبرا ان تأخر المحتوى الرقمي العربي الذي يشكل1بالمئة من اجمالي الانتاج الرقمي العالمي يعود الى عدم توفر البنى التحتية الكافية.‏ واشار الى ان سورية قادرة على انتاج ابداعات مختلفة في عالم التكنولوجيا الرقمية مشيرا الى ان الجهود التي يبذلها القائمون على هذا المؤتمر ساهمت بتعريف وتقديم ودعم المحتوى الرقمي.‏ وقالت الينا كوكوستشكا طالبة المانية مشاركة ان توفر محتوى رقمي عربي يمكن من تعريف أي شخص وبأي مكان في العالم على حضارة الشعب العربي وخاصة السوري من حيث عاداته وتراثه وتقاليده لاسيما ان هذا المجال لا تغطيه الاخبار العالمية التي لا تقدم الحقيقة كاملة وهذا ما دفعني الى الاطلاع على العديد من المواقع العربية وساعدني بذلك دراستي للغة العربية قبل مجيئي الى سورية.‏ واشار ماكس ديكيرز الخبير العالمي في واصفات اللغة برمجيا على الانترنت ان سبب اهتمامي بالمؤتمر انني اعمل مع اشخاص لديهم احتياجات واهتمامات مشتركة في تبادل المعلومات وانتاجها وادارتها مشيرا الى انه سيشارك بمحاضرة حول الطريقة التي يمكن للسوريين من خلالها الاسهام في المحتوى الرقمي واهمية وجود محتوي رقمي عربي.‏ http://thawra.alwehda.gov.sy/_View_n...20090614002439

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق