الجمعة، 15 مايو 2009

علــــــــــى أطلالــــــــــه


ثقافةالسبت 16-5-2009مسهيلة علي إسماعيل
يحتفل دول العالم في الثالث والعشرين من شهر نيسان باليوم العالمي للكتاب،
ويأخذ الاحتفال أشكالاً متعددة كأن تقام المعارض وتلقى المحاضرات، وتعقد الندوات، ومن المؤكد أن شكل الاحتفال في كل بلد يمثل مدى الاهتمام بالكتاب، هذا الكائن المحبب الذي يتعرض للإهمال بسبب التطور التكنولوجي المتمثل بالحاسوب وشبكة الانترنت، وأمات الكتب وكل ما يصدر عن دور النشر في أرجاء المعمورة يمكن أن يكون بين أيدينا إن أردنا وبمجرد الجلوس أمام شاشة الحاسوب الصغيرة دون عناء الذهاب إلى المكتبات، لكن الكثيرين لايحبذون هذه الطريقة، ويفضلون قراءة الكتب واكتشاف ما تخبئه بين صفحاتها، وما زال شكل الكلمات وترتيب الأسطر على الورق الأبيض يغريهم، ويدخل المتعة إلى نفوسهم.‏
وإذا تساءلنا ماذا يفعل اتحاد الكتاب العرب وفروعه في المحافظات السورية لوجدنا أن الإجابة مخجلة والاحتفاء بالمناسبة لايرقى إلى مستوى المناسبة، فاليوم العالمي للكتاب وللأسف الشديد يكاد يكون مجهولاً حتى لدى المشتغلين بالكتابة، لا بل إنه يمر ويمضي كغيره من الأيام وقد يكون كاليوم العالمي لمكافحة التدخين أو الربو أو اليوم العالمي للمرأة والطفل والفلاح والطالب والشجرة وإلى غيرها من الأيام الأخرى وهي كثيرة.‏
هل لأن شهر نيسان شهر الربيع والربيع يعني التجدد والأمل والجمال؟‏
الكاتب نور الدين الهاشمي ورداً على سؤالنا عن معنى هذا اليوم قال: لايمكن للإنسان أن يبني بناءً أعلى من الكتاب، وكما قال أحد الفلاسفة: أشعر أن الكتاب هو روح لصاحبه الذي لم يمت، تخاطبني، تحاورني برفق حيناً وقسوة حيناً حين تدعوني لأنفض عن عقلي الغبار والجهل، وكم أحزن حين أجد في مكتبتي كتباً لم أقرأها بعد، فهي تعاتبني دائماً في هذا الزمن السريع الصعب، وبين الكتب أشعر براحة وأنس فأنا بين الإنسانية جمعاء.‏
لكل إنسان متعة في هذه الحياة، ولكني أعتقد أنه لاتوجد متعة في الدنيا أجمل من متعة كتاب يدخل السعادة ويحاورك بذكاء، ألم يقل المتنبي منذ أكثر من ألف ومئتي عام، وخير جليس في الأنام كتاب.‏

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق