الثلاثاء، 5 مايو 2009

التباطؤ الاقتصادي أرخى بظلاله على نمو عائداتها...المشغل الثالث للخلوي نصب أعين شركات الاتصالات الخليجية



2009-05-06

رغم التفاؤل الحذر للمحللين حيال انسجام أداء أعمال شركات الاتصالات الكبيرة في دول الخليج مع توقعاتهم في الربع الأول من العام الجاري، إلا أنهم لا يزالون على تخوفهم من التراجع الكبير الذي سيصيب أعمال هذه الشركات، وذلك بالتوازي مع جلاء مزيد من الآثار التي تظهر تباعا جراء التباطؤ الاقتصادي العالمي.
ويشير محللون خليجيون إلى أن أكبر شركات الاتصالات في الدول العربية الخليجية لم تبال بالتباطؤ الاقتصادي في الربع الأول، إلا أنهم يستدركون بأن المنافسة المتزايدة وخفض الوظائف والتراجع في تعداد السكان قد يترك آثاره على الإيرادات في المستقبل.ورأى محللون سوريون، أنه والحال كذلك، فإن تطلع هذه الشركات للفوز بتراخيص للعمل في السوق السورية قد يكون أحد الحلول القليلة جداً لموازنة أعمال هذه الشركات على المدى الطويل، بل يمكن اعتبار هذه التراخيص بمثابة بيضة القبان للحفاظ على استقرارها، وخاصة أن سورية تعد من الدول الأخيرة في المنطقة التي ما زالت قادرة على استيعاب مشغلين جدد من حيث حجم الاختراق، أم من حيث حاجتها إلى مزودي الخدمات الشاملة.وكشفت البيانات الربعية لأعمال الشركات الخليجية خلال الأسبوع الماضي عن أن أكبر شركات الاتصالات في السعودية والإمارات العربية المتحدة وقطر، إما أنها حققت توقعات المحللين، أو جاءت نتائجها أقل من التوقعات بشأن الأرباح في الأشهر الثلاثة الأولى من العام ما أثار بعض الضغوط لبيع الأسهم خلال الأسبوع الماضي.غير أن محللين قالوا إنه في حين تقوم اقتصادات الدول المصدرة للنفط بالتكيف مع انهيار أسعار الخام وقطاعات العقارات المتباطئة والانخفاض في طلب المستهلكين فإن شركات الاتصالات كان من المحتمل أن تشهد خسائر أكبر وإن المخاطر في المستقبل تتجه نحو الزيادة.فرصة في سوريةوربط محللون سوريون تصاعد الاهتمام الذي أبدته شركات الاتصالات الخليجية بالسوق السورية خلال الآونة الأخيرة، بالنتائج المالية الذي ظهرت تباعا خلال الأسبوع الماضي، مشيرين إلى أن هذا الاهتمام سيتصاعد إلى حدود المنافسة المحمومة خلال الأشهر القادمة التي قد تشهد استقرارا في البنية الفقارية السورية وجهوزيتها لاستقبال المشغل الثالث.«اتصالات»: قدمنا عرضا في سوريةوكانت مصادر صحفية ذكرت قبل أيام أن شركة «اتصالات» الإماراتية مرشحة لدخول السوق السورية كمشغل جديد للهاتف النقال بعدما أجرت محادثات تفاهم متقدمة مع المسؤولين هنا، مشيرة إلى أن النشاط الذي يمكن أن تمارسه اتصالات الإماراتية في سورية قد يشمل الاتصالات الثابتة.وعاد رئيس مجلس إدارة «اتصالات الإمارات» محمد حسن عمران ليؤكد هذه الأنباء في تصريح له على هامش اجتماعات المجلس التنفيذي لـ«عربسات» في العاصمة اللبنانية، كاشفا عن أن شركته قدمت عرضا للفوز بالرخصة الثالثة للخليوي في سورية هذه السنة.. وجاء ذلك بالتزامن مع تأكيدات وزير الاتصالات والتقانة عماد صابوني في حديث له خلال المؤتمر عن أن وزارته ستطلق خلال العام الجاري مزاداً على رخصة المشغل الثالث للخلوي.وتعمل اتصالات في 18 بلداً عربياً وأجنبياً بواقع 32 مليون مشترك، من بينها «الباكستان، الإمارات، السعودية، السودان، ومصر».كما احتلت الشركة المركز 140 في تصنيف «فايننشيال تايمز» لأكبر 500 شركة في العالم من حيث حجم السوق ورأس المال.«زين» وجود قريب في سوريةوقبل أسبوعين، أعلنت شركة «زين» الكويتية للاتصالات الخلوية على لسان رئيسها التنفيذي سعد البراك أن «زين تجري حالياً محادثات مع الحكومة السورية لدخول سوق اتصالات الخلوي السورية».وأضاف البراك في حديث لصحيفة «الشرق الأوسط» اللندنية إنه «سيكون لزين وجود في المستقبل القريب في السوق السورية».وكانت شركة زين ذكرت في وقت سابق أنها مهتمة بشراء حصة مسيطرة في شركة «سيرياتل موبايل تيليكوم»، لكن المحادثات التي أجريت لهذا الغرض لم تسفر عن شيء.وتعمل «زين» في 24 بلدا، وقد رصدت نحو 5 مليارات دولار للحصول على استحواذات جديدة في الخارج حتى العام 2011.وتعد «زين» رابع أكبر شركة من حيث التغطية الجغرافية، وتتطلع إلى حصة سوقية 15% من سكان العالم، وذلك عقب إنجاز التوسعات التي تتطلع إليها خلال الأعوام القادمة.«كيوتل» الغائب الحاضروعلى الرغم من التسريبات المتكررة في العام الماضي «2008» حول مباحثات عديدة أجريت مع شركات خلوي صينية وروسية للحصول على رخصة المشغل الثالث للمحمول في سورية، إلا أن شركة «كيوتل» القطرية بقيت الأكثر بعدا عن هذه الأحاديث.لكن مصادر في وزارة الاتصالات والتقانة كشفت عن أن الشركة اختبرت مبكرا «مطلع العام 2007» فرصها في الاستحواذ على هذه الرخصة، لكنها كانت وما زالت تتكتم على خطواتها في هذا الإطار، مشيرين إلى أن شعارها المعلن بأن تكون من بين أكبر عشرين شركة اتصالات في العالم بحلول 2020، يزيد من إصرارها على الفوز بهذه الرخصة.وتعمل «كيوتل» في 17 دولة. وهي لا تزال تتوسع في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا وجنوب شرق آسيا، بواقع 57.5 مليون مشترك.كما تقدم الشركة منتجات وخدمات متنوعة وذات مستوى متقدم، وتتمتع بشراكات مع العديد من اللاعبين الكبار في قطاع الاتصالات العالمي.التوقعات السالبة تلهب المنافسةويرى المراقبون أن أداء شركات الاتصالات الخليجية خلال الربع الأول من العام الجاري مؤشر بالغ الأهمية لجهة بدء السباق تجاه الاستحواذ على رخصة المشغل الثالث في سورية.ويدلل هؤلاء على وجهة نظرهم من خلال ربط إعلان شركات بعينها نيتها دخول السوق السورية، بمحدودية أدائها حاليا، والتوقعات السالبة تجاه أدائها مستقبلا.وقال محللون إن المنافسة المتزايدة وليس التغيرات السكانية هي التي ستفرض مخاطر التراجع لشركات الاتصالات الثلاث «كيوتل، اتصالات، الاتصالات السعودية».ونقلت وكالة رويترز الإخبارية يوم الثلاثاء الماضي عن ماريز انانيان محللة شركات الاتصالات في المجموعة المالية- هيرميس توقعاتها بتراجع الهواتف المحمولة بدرجة كبيرة هذا العام «النصف الثاني من عام 2009 قد يشهد تأثيرا سلبيا لنمو السكان المتوقع بالسالب».وتتوقع المجموعة المالية- هيرميس انخفاض تعداد سكان دبي بنسبة 17 بالمئة هذا العام ما سيخفض عدد مستخدمي الهاتف المحمول.وبعد أن سارعت من توسعها في الخارج خلال المدة الأخيرة، فقد سجلت شركة قطر للاتصالات (كيوتل) زيادة نسبتها 15 بالمئة في الأرباح ربع السنوية بانخفاض طفيف عن توقعات المحللين.أما شركة «اتحاد اتصالات» فقد أعلنت عن قفزة تبلغ 47 بالمئة في الأرباح الربع سنوية متجاوزة توقعات اثنين من ثلاثة محللين، لكن كان لإضافتها مزيدا من المشتركين في شبكة الانترنت الدور الفاعل في هذه القفزة.وفي الإمارات، أضافت شركة «اتصالات» 56 ألف مشترك جديد للهاتف المحمول في الربع الأول بانخفاض حاد من 235 ألف مشترك جديد في الربع الأخير من العام الماضي، ما سيضطرها للبحث عن سبل جديدة للدفاع عن ايراداتها التي نمت بنسبة 13 بالمئة.ومن جهتها، فقد أعلنت شركة الاتصالات السعودية تراجع أرباحها خلال الربع الأول من العام الحالي بنسبة 18% مقارنة بنفس الفترة من العام الماضي.وقالت الشركة في بيان يوم الإثنين الماضي إن «صافي الربح خلال الربع الأول بلغ 2.488 مليار ريال (633.5 مليون دولار) مقابل 3.029 مليارات ريال العام الماضي».
علي هاشم

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق