الجمعة، 15 مايو 2009

وخيـــــــر جليــــــس ٍفـــــــي الأنـــــــــام كـتـــــــــــاب..فـــــي شـــــهره .. وزارة الثقافــــــــــة دور رائـــــــــد


ثقافة السبت 16-5-2009م تحقيق: تماضر ابراهيم
في ظل العصر الحديث، عصر الاستهلاك هذا ، اعتمد الفرد في ثقافته على تلقي المعلومات بالطريقة السهلة السريعة، عبر الفضائيات والانترنت وغيره،
وطبيعي أن تتراجع الثقافة في هذه الظروف ، ولكن.. وزارة الثقافة كجهة نشر تحظى باحترام وتقدير واسع، معنية في التعامل مع المعلومة بطريقة سهلة وشبه مجانية وكثيفة، وهذا دورها فما الذي تقدمه الآن في هذا الاتجاه؟!‏

بعد استطلاع تم في المراكز الثقافية ونوافذ بيع الكتب بمناسبة معرض الكتاب الذي تقيمه وزارة الثقافة .‏
ضعف في الإعلان عن المعرض‏
قالت ميادة المسؤولة في نافذة بيع الكتب في ثقافي اليرموك: العرض السابق جعل تاريخ المعرض معروفاً لدى البعض ولو كان الإعلان عنه مدروساً لحظينا بزبائن أكثر بكثير، لأن مركزنا يخدم مناطق كثيرة مثل مخيم اليرموك والتضامن والحجر الأسود ومخيم فلسطين وشارع 30 والميدان والزاهرة.‏
في مركز العدوي يقول مؤيد: إن رواد المعرض أفضل من العام الماضي بنسبة 30٪.‏
وكذلك كان رأي القائمين على المعرض ونوافذ البيع في المراكز الأخرى.‏
إذاً الوضع مطمئن ، وهناك من يبحث عن الكتاب والوزارة عندما تقيم المعارض الدورية والحسومات المقنعة للجميع فهي بذلك تقدم الكثير رغم وجود ملاحظات على ضعف الإعلان عن المعرض ، وأنا على ما أذكر في إحدى السنوات فقد لعب الإعلان عن المعرض دوراً هاماً جداً في استقطاب مئات القراء.‏
الجانب الآخر والأهم، ماذا تقدم وزارة الثقافة في معرضها؟‏
غسان بقلة موظف في ثقافي المزة يقول: تتركز العناوين فيما يخص السينما مثلاً وهي كثيرة جداً رغم قلة طالبيها، وكذلك الكتب النقدية الموجهة لشريحة مختصة في النقد ولا يهتم لها القارئ العادي، كتب الشعر الكثيرة ولا تطلب إلا من قبل ذوي الحاجة الخاصة في الشعر أيضاً الكتب العلمية كثيرة لكنها لا تلبي حاجة الناس العاديين المحبين لهذا الجانب العلمي و لأنها كتب أيضاً اختصاصية بل ومعقدة، وموجهة لمجالاتها التخصصية من خلال مصطلحاتها.‏
ويقول من خلال خبرته في موقعه إن هناك نقصاً في العناوين ، المفروض أن تتطور وتواكب العلم الحديث، فلدى وزارة الثقافة سلسلة تراجم وروايات وكتب نقدية وفكرية، ما المانع في إنتاج سلسلة جديدة من المعلوماتية وعن الاقتصاد الجديد أوعن الوضع العلمي الجديد، حتى إن الموجهة طبياً نادرة جداً في مطبوعات الوزارة، كذلك علم النجاح، على عكس الكتب المسرحية الكثيرة والتي لا ترضي قارئاً.‏
وقد وجه غسان سؤالاً في مجمل حديثه قال عنه: لماذا لاتدرس الوزارة حاجة المواطن والقارئ من حيث المعلومة ونوع الثقافة ، وما يضمن الانتفاع منه ضمن خطة ثقافية ترتقي بالناس وتلبي الحاجة ثم بعد ذلك يقام المعرض؟!‏
خطة الوزارة التنموية الثقافية‏
أنا أعلم أن للوزارة خطة ثقافية ولكن هل تختار إصداراتها بموجب خطتها؟ كيف تختار نوعية الكتب والعناوين التي تزور بها شبكة كبيرة من المراكز الثقافية والمكتبات الحكومية العامة.‏
أليس من الضروري أن تنسجم هذه الخطة الثقافية ومع سياسة هيئة المطبوعات والوزارة وتؤكد ضرورة تنوع الثقافة المعاصرة وتقدم أفضل ما انتجه الفكر الإنساني ؟‏
وإذا اعتبرنا أن سياسة الوزارة هي تقديم كل ما يعكس التنوع الثقافي الذي يميزها إنتاج كتابنا وأدبائنا السوريين المعاصرين وغنى حضارتنا العربية والإسلامية لتعريف قارئنا السوري والعربي على أفضل النتاجات الفكرية والأدبية والإنسانية ؟! وأتساءل:‏
صدمة القارئ وفقدانه الثقة:‏
في مطبوعات الوزارة موضوعات غير مقروءة وهي كثيرة يقول /غسان بقلة/ وهذا رأيه الشخصي الشعر غير مقروء لأن الشاعر يحتاج لمنبر وليس لمطبعة أو كتاب ، وخاصة أنه غير مفهوم في معظمه وبعيدعن الهدف .‏
وكقارئ يقول غسان يؤلمني الإسهاب الممل في الكتب المطبوعة التي لا أصل منها إلى نتيجة .‏
وقدم ملاحظاته من خلال القراء عندما قال: إن بعض المؤلفات تأتي متأخرة الطبع، فلا تتوافق بياناتها العلمية مع الوقت الحالي«في مطبوعات وزارة الثقافة ، كتب قديمة بمعلوماتها ، طبعت حديثاً».‏
ما يعني أن النظرية العلمية مضى وقتها سواء في الفلسفة أو علم النفس أو علم الإحصاء أو مواضيع أخرى حتى المصطلحات أحياناً تكون قد تغيرت وغير مقبولة، هذا ما يسبب الصدمة للقارئ ، وفقدان الثقة في مطبوعات الوزارة.‏
أقل تنوعاً‏
اقبال من مركز ابو رمانة تقول رغم وجود حوالي 2000 كتاب خصصت للمعرض إلا أن المواضيع ليست متنوعة وأغلبها أدبي وعموماً أقل تنوعاًمن العام الماضي ، فالاقتصاد قليل والتشكيل نفتقده ، وقد ركز المعرض إجمالاًعلى إصدارات ما قبل عام 2007.‏
حركة بيع وانتعاش‏
جميع المراكز في دمشق شهدت حركة بيع ملفتة بمناسبة هذا المعرض قياساً بالعام الماضي وأعوام سابقة.‏
ميادة في مركز اليرموك لم تتوقع وجود من يهتم بالكتاب اليوم إلى هذا الحد، أعداد كبيرة تزورنا من مختلف الأعمار وخاصة ذوي الاختصاصات، والمبيعات في الأيام الأولى للمعرض وصلت /6000/ ل.س مع الحسم.‏
وتتمنى ميادة لو أن المركز يلبي حاجة الناس جميعاً باستضافة عدد من اصدارات دور النشر الخاصة بالتعاون مع الوزارة ولو بنسبة حسم أقل باعتبار أن المركز الثقافي تعول عليه مهمة تلبية حاجة القارئ ومطالبه الثقافية.‏
ازدياد الرواد‏
مركز المزة يرى أن رواده كانوا فيما مضى كتاباًوصحفيين وقدم دفتر فواتيره وثيقة بنسبة 70٪ بينما اليوم لدينا جيل جديد مندفع للقراءة بالإضافة إلىالمتقاعدين الكثر الذين يتكاتفون لزيارة المعرض أيضاً، ومن اللافت هذا العام وجود عدد كبير من رواد المركز في الأيام العادية تزايدوا أثناء المعرض .‏
مركز العدوي أيضاًيدلي بهذه الشهادة فهو يستقبل القراء بكثرة ويتلقي هواتف واستفسارات عن المعرض أكثر من أي وقت مضى.‏
هل هي صحوة..؟‏
ربما يشعرنا هذا الاستطلاع إلى حد ما بصحوة القراءة على اعتبار أن الوسائل السمعية والبصرية الحديثة بدأت تفقد بريقها وشيئاً من الإبهار والإعجاب الذي استحوذت عليه فيما مضى ، فبدأ الكثيرون يدركون أن الثقافة الحقيقية هي في الكتاب، وبما يؤمنه في التواصل الحميمي المستمر والتروي في تلقي المعلومة.‏
وربما يكون هذا دافعاً لوزارة الثقافة لتعيد النظر في بعض المطبوعات ولتستقطب أسماء لامعة من الكتاب والمفكرين والمترجمين خلاصة القول: إن المعرض كان موفقاً إلى حد ما إقبال القراء، لكنه لم يكن متعدداً ومتنوعاً في اختيار العناوين والموضوعات وأسماء الكتاب، ولم يكن فيه الجديد المبهر كما عودتنا وزارة الثقافة .‏
على الهامش‏
الأسعار لعبت دوراًكبيراً وكانت دافعاً لاختيار القارئ الواحد عدداً من العناوين المؤجلة بالنسبة إليه كما قال غسان بقلة ،المزة‏
ولو كانت العناوين أكثر جاذبية لنفد ما في المعرض كما قالت ميادة من مركز اليرموك‏
وتقول حتى الشعر عندما ما يطلبه القارئ يجده قديماً أو لسليمان العيسى فقط.‏
في مركز جوبر ينتظرون الفعاليات علها تشفع بريادة المعرض. في مركز كفرسوسة لم نعرف لهم التزاماً بدوام معين.‏
في مركز العدوي رواده كثر خاصة في أيام المعرض.‏

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق