شارف معرض مكتبة الأسد الدولي الرابع والعشرون على الانتهاء، ومن زار المعرض لاحظ المشاركة الدولية والعربية الواسعة في دورة هذا العام، وكان حضور 24 دولة بينها 11 دولة أجنبية و32 هيئة ومنظمة رسمية وغير رسمية بمثابة الفرصة الذهبية لعرض عشرات الآلاف من أجناس الكتب الثقافية والفكرية، والعلمية، والفلسفية، والدينية، والسياسية وحتى الموسوعية منها. وكان من المتوقع - أقله عند شريحة لا بأس بها من المهتمين - إيجاد حضور معقول لـ «الكتاب الرقمي» في هذه «الدورة الاحتفالية»، أسوةً بمعارض الكتاب التي تقام حول العالم كمعرض «فرانكفورت» الضخم الذي يعتبر وغيره من المعارض، المكان الأنسب لاستقراء آخر أخبار معركة المصير التي يخوضها «الكتاب الورقي» مع نظيره «الرقمي» الذي بدأ يتسلل إلى رفوف مكتبات القراء حول العالم نظراً لما توفره مساحة انتشار الحاسوب ووسائط التخزين المتنوعة وشبكة الانترنت من سهولة في اقتناء وتخزين أي نسخة متوافرة من هذه الكتب.
إن مسألة الكتاب الورقي بعينه تعني الكثير للقارئ المهتم، وإن مساهمة وسائل تكنولوجيا المعلومات والاتصالات في توفير الكتاب الرقمي للجميع مستقبلاً إلى درجة إحداث إزاحة كبيرة في الكتاب الورقي، ستكون من المسائل العاطفية والوجدانية لهذا القارئ الشغوف الذي لن يقبل بسهولة الاستغناء عن المشهد الأخاذ للكتب المرتبة والمنضدة على رفوف مكتبته في البيت أو العمل، ولا نتصور أنه سيتعايش بسهولة مع فكرة عدم اصطحاب كتابه الورقي للقراءة في الحديقة وأثناء النزهات أو الرحلات أو السفر وغيرها.في الوقت الراهن يبدو أنه من غير المناسب دب الفزع في قلب قارئنا المحلي والعربي أو إيهامه بدنو أجل الكتاب الورقي. وفي الوقت نفسه من غير اللائق إغراق المتلهفين للكتاب الرقمي بقرب رؤية هذا الكتاب للنور في معظم أرجاء المعمورة الممتدة من المحيط إلى الخليج!!وها هو معرض الكتاب أمام أعيننا، ودور نشره الزاخرة بأمهات الكتب الورقية إلى جانب بعض المكتبات التي اشتملت على القليل من النسخ الالكترونية لبعض الكتب المتواضعة جداً. وكانت الأغلبية العظمى من الأقراص الليزرية موجهة إلى الأطفال فقط كأفلام الرسوم المتحركة والقصص المنوعة والمئات من الأناشيد إلى جانب دروس تعليم اللغات الأجنبية على الحاسوب والكثير من ألعاب الفيديو، وعلى رفوف إحدى دور النشر العربية نجد الأقراص الليزرية التي تشتمل على موسوعات علمية والتي كانت أفضل ما يمكن مشاهدته في هذا السياق.هل دقت الساعة ؟وكان لا بد من الحديث مع بعض العارضين الذين اشتملت رفوف أجنحتهم على أدلة خجولة من تأثر «المحتوى العربي الفكري» بتكنولوجيا المعلومات، ويقول الناشر ياسر محمد من جمهورية مصر أن الإقبال على الأقراص الليزرية التي تحتوي على كتب ومعلومات وموسوعات وغيرها أصبح حالياً أكثر من نسبة الإقبال على الكتب الورقية، معللاً هذا الأمر بالأسعار الرخيصة للأقراص الليزرية مقارنة بأسعار الكتاب الورقي إضافة إلى سهولة حملها ونقلها وصغر حجمها ما ساعد على لجوء البعض إلى هذا النوع من الاستخدامات. وحول الاختلاف في أذواق الفئات العمرية بين ما هو موجود في وسائط التخزين وبين الورقي أوضح أن كبار السن مازالوا يفضلون الكتاب الورقي لأن الأغلبية العظمى منهم اعتادت على هذا الشكل من الكتاب أما القراء من الفئات العمرية الشابة فهم يفضلون الكتب الرقمية.ويرى حسان سليق من دار الفكر في سورية التي أقامت لها جناحاً خاصاً بالكتب والموسوعات الرقمية أن الكتاب الرقمي سيكون وعاء المعرفة في المستقبل وربما سيحتل مكانة الكتاب الورقي بشكل كامل قريباً، أي إن الأنظار تتوجه إلى أن يكون وعاء هذا المحتوى المعرفي الأقراص الليزرية والذواكر وشبكة الانترنت.... وحول نسبة الإقبال على هذا النوع من الكتب قال سليق إن الشباب يقبلون على هذا النوع من الكتب في نسبة واسعة جداً منهم لأنهم يمتلكون الحاسوب ويريدون استثماره بالشكل الأمثل والتفاعل معه.وحول أكثر أنواع الأقراص الليزرية التي تباع قال سليق إنها برامج الموسوعات العلمية بكافة فروعها إضافة إلى أفلام الرسوم المتحركة.للوهلة الأولى من المدهش أن نرى مختصين بالحاسوب وهم يقومون بتصفح كتاب ورقي في صلب اختصاصهم، وكل ما نعتقده أنهم لا يدرسون كتب برامج وتقنيات الحاسوب إلا عبر شاشة الحاسوب ولكن بعض المكتبات التي غصت رفوفها بآلاف الكتب الورقية المتخصصة بعلوم الحاسوب تجعلنا نراجع في أذهاننا كل المخاوف المنسوجة حول فكرة اندثار وضياع الكتاب الورقي في عصر الثورة الرقمية و«التعلم الالكتروني». ويقول «نجيب»- مدير أحد أجنحة المعرض المتخصصة بهذه الكتب: نعرض كتباً متخصصة بعلوم الكمبيوتر كأنظمة التشغيل ولغات البرمجة والرسوميات وغيرها، وقال إن المشاركات في المعرض عديدة ومستمرة وكتب المعلوماتية بالذات من الكتب التي تتطور في مضمونها بين الحين والآخر، الأمر الذي يجعل لها العديد من الإصدارات المتتالية والمحدثة التي يحتاجها القارئ بشكل دوري ومباشر.وأكد نجيب أن النسبة العظمى من دارسي علوم الحاسوب في البلد مازالوا يقرؤون الكتاب الورقي مع أنه كتاب يتعلق بصلب الحاسوب وتطبيقاته.وما يلفت النظر في معرض الكتاب وجود أجنحة خاصة لعرض الكتب الرقمية، لكتب هي في الأصل كتب ورقية ومن هذه الكتب القرآن الكريم والقواميس الالكترونية التي تخدم نحو 24 لغة، ويقول أحد العارضين لهذه النماذج إن البدايات في المشاركات كانت متواضعة جداً وحالياً هي جيدة ومقبولة، وحول الدافع لتبني هذا النوع من الكتب يقول إن التوجهات الحالية تفرض نفسها بقوة والإقبال الجيد على هذه الكتب الالكترونية هو خير دليل على ذلك.ومن اللافت للنظر في معرض الكتاب ذلك الجناح المتناهي في الصغر للهيئة العامة للاستشعار عن بعد والأغرب من ذلك هو خلو الجناح تماماً من أي إشارة حقيقية للتجربة القوية لهذه الهيئة العتيدة في عصر التكنولوجيا الرقمية، وكان الحديث مع محمد هادي عطار رئيس شعبة الخرائط والصور الفضائية في هيئة الاستشعار عن بعد الذي قال إن مشاركة الهيئة تقتصر على المجلات الصادرة عن الاستشعار عن بعد والتي تتناول مختلف نواحي الجوانب العلمية في سورية الزراعية والاقتصادية والمياه والتلوث ونظم المعلومات الجغرافية إضافة إلى أطلس الصور السورية وغيرها من الصور الفضائية لجميع الأراضي السورية والمأخوذة عبر القمر الاصطناعي الأميركي «TM» والفرنسي «Spot». ومن المؤكد وجود كل هذه البيانات من صور وأبحاث وأنظمة بالصيغة الرقمية، وفي السؤال حول عدم عرض أي شيء منها في معرض الكتاب أجاب عطار: إن استخدامها خاص بالهيئة فقط إضافة إلى أن عدم وجود حماية فكرية لهذه المعلومات يعرضها للانتشار بشكل عشوائي.الكتاب الرقمي ورهاناتهيقصد بالكتاب الالكتروني ذلك الكتاب المخزن بطريقة رقمية، أي القيام بإدخال كلماته ومحتواه على حاسب ما سواء بطريقة معالجة الكلمات والنصوص، أي يجلس شخص إلى الكمبيوتر ويكتب الكتاب بالكامل على لوحة المفاتيح ويخزنه في ذاكرة الكمبيوتر أو يتم استخدام الجهاز المعروف باسم الماسح الضوئي في تصوير الكتاب الكترونياً وتخزينه على شكل صورة في ذاكرة الكمبيوتر، ثم التعامل مع هذه الصورة بطريقة أو بأخرى وكان يتم تحويلها إلى نصوص باستخدام البرامج المتخصصة في ذلك أو تغيير طريقة تخزينها لتلائم أغراض القراءة الالكترونية على الحاسبات، وهنا يكون الكتاب جاهزاً للتوزيع والقراءة بشكل الكتروني، مع الإشارة إلى أن أغلبية دور النشر تلجأ إلى عرض الكتب على مواقع خاصة بها على الانترنت في صورة ملفات قابلة للإنزال والتحميل على الكمبيوتر ويقوم المستخدم بالشراء ودفع قيمة الكتاب الكترونياً عبر الشبكة. وقد يتم البيع على وسائط تخزين معينة من محلات البيع والتوزيع، حيث يمكن نقله إلى الكمبيوتر الشخصي بعد ذلك.على الرغم من الانتشار السريع للكتاب الالكتروني إلا أن الكتاب المطبوع لا يزال هو الأقوى والأكثر انتشاراً ويبدو أن أهم الأسباب التي أبطأت من تحقق هذا الانتشار عالمياً تعود إلى أن مساحة شاشة القراءة في معظم الكمبيوترات المتخصصة في أغراض القراءة الالكترونية لا تزال صغيرة الحجم للغاية وغير كافية تماماً بالنسبة للقراءة، فضلاً عن أن درجة الوضوح في الصفحة الالكترونية على الشاشة تقلّ كثيراً عن درجة الوضوح في الصفحة المطبوعة على الورق. ويجمع الكثير من المختصين والخبراء على أن هذه المعضلة التقنية سوف تجد حلاً سريعاً لها وهذا يعني أن الكتاب الالكتروني سوف ينافس بشدة الكتاب المطبوع. وهناك رهانات عديدة حول قدرة الكتاب الرقمي على الصمود فمنذ فترة ظهرت نوعية جديدة من الكمبيوترات الشخصية جداً، والبرامج المتخصصة في أغراض قراءة الكتب المخزنة رقمياً على وسائط التخزين الالكترونية، وعرفت هذه النوعية باسم أجهزة القراءة الالكترونية «Reader» وصاحب ظهورها توقعات واسعة النطاق بحدوث ثورة في عالم النشر والقراءة تهدد عرش الكتاب المطبوع واستندت هذه التوقعات إلى الثورة الكبيرة التي أحدثتها الانترنت في مجال تخزين وتوزيع وبيع الكتب الكترونياً وظهور شركات عملاقة في هذا المجال.
إن مسألة الكتاب الورقي بعينه تعني الكثير للقارئ المهتم، وإن مساهمة وسائل تكنولوجيا المعلومات والاتصالات في توفير الكتاب الرقمي للجميع مستقبلاً إلى درجة إحداث إزاحة كبيرة في الكتاب الورقي، ستكون من المسائل العاطفية والوجدانية لهذا القارئ الشغوف الذي لن يقبل بسهولة الاستغناء عن المشهد الأخاذ للكتب المرتبة والمنضدة على رفوف مكتبته في البيت أو العمل، ولا نتصور أنه سيتعايش بسهولة مع فكرة عدم اصطحاب كتابه الورقي للقراءة في الحديقة وأثناء النزهات أو الرحلات أو السفر وغيرها.في الوقت الراهن يبدو أنه من غير المناسب دب الفزع في قلب قارئنا المحلي والعربي أو إيهامه بدنو أجل الكتاب الورقي. وفي الوقت نفسه من غير اللائق إغراق المتلهفين للكتاب الرقمي بقرب رؤية هذا الكتاب للنور في معظم أرجاء المعمورة الممتدة من المحيط إلى الخليج!!وها هو معرض الكتاب أمام أعيننا، ودور نشره الزاخرة بأمهات الكتب الورقية إلى جانب بعض المكتبات التي اشتملت على القليل من النسخ الالكترونية لبعض الكتب المتواضعة جداً. وكانت الأغلبية العظمى من الأقراص الليزرية موجهة إلى الأطفال فقط كأفلام الرسوم المتحركة والقصص المنوعة والمئات من الأناشيد إلى جانب دروس تعليم اللغات الأجنبية على الحاسوب والكثير من ألعاب الفيديو، وعلى رفوف إحدى دور النشر العربية نجد الأقراص الليزرية التي تشتمل على موسوعات علمية والتي كانت أفضل ما يمكن مشاهدته في هذا السياق.هل دقت الساعة ؟وكان لا بد من الحديث مع بعض العارضين الذين اشتملت رفوف أجنحتهم على أدلة خجولة من تأثر «المحتوى العربي الفكري» بتكنولوجيا المعلومات، ويقول الناشر ياسر محمد من جمهورية مصر أن الإقبال على الأقراص الليزرية التي تحتوي على كتب ومعلومات وموسوعات وغيرها أصبح حالياً أكثر من نسبة الإقبال على الكتب الورقية، معللاً هذا الأمر بالأسعار الرخيصة للأقراص الليزرية مقارنة بأسعار الكتاب الورقي إضافة إلى سهولة حملها ونقلها وصغر حجمها ما ساعد على لجوء البعض إلى هذا النوع من الاستخدامات. وحول الاختلاف في أذواق الفئات العمرية بين ما هو موجود في وسائط التخزين وبين الورقي أوضح أن كبار السن مازالوا يفضلون الكتاب الورقي لأن الأغلبية العظمى منهم اعتادت على هذا الشكل من الكتاب أما القراء من الفئات العمرية الشابة فهم يفضلون الكتب الرقمية.ويرى حسان سليق من دار الفكر في سورية التي أقامت لها جناحاً خاصاً بالكتب والموسوعات الرقمية أن الكتاب الرقمي سيكون وعاء المعرفة في المستقبل وربما سيحتل مكانة الكتاب الورقي بشكل كامل قريباً، أي إن الأنظار تتوجه إلى أن يكون وعاء هذا المحتوى المعرفي الأقراص الليزرية والذواكر وشبكة الانترنت.... وحول نسبة الإقبال على هذا النوع من الكتب قال سليق إن الشباب يقبلون على هذا النوع من الكتب في نسبة واسعة جداً منهم لأنهم يمتلكون الحاسوب ويريدون استثماره بالشكل الأمثل والتفاعل معه.وحول أكثر أنواع الأقراص الليزرية التي تباع قال سليق إنها برامج الموسوعات العلمية بكافة فروعها إضافة إلى أفلام الرسوم المتحركة.للوهلة الأولى من المدهش أن نرى مختصين بالحاسوب وهم يقومون بتصفح كتاب ورقي في صلب اختصاصهم، وكل ما نعتقده أنهم لا يدرسون كتب برامج وتقنيات الحاسوب إلا عبر شاشة الحاسوب ولكن بعض المكتبات التي غصت رفوفها بآلاف الكتب الورقية المتخصصة بعلوم الحاسوب تجعلنا نراجع في أذهاننا كل المخاوف المنسوجة حول فكرة اندثار وضياع الكتاب الورقي في عصر الثورة الرقمية و«التعلم الالكتروني». ويقول «نجيب»- مدير أحد أجنحة المعرض المتخصصة بهذه الكتب: نعرض كتباً متخصصة بعلوم الكمبيوتر كأنظمة التشغيل ولغات البرمجة والرسوميات وغيرها، وقال إن المشاركات في المعرض عديدة ومستمرة وكتب المعلوماتية بالذات من الكتب التي تتطور في مضمونها بين الحين والآخر، الأمر الذي يجعل لها العديد من الإصدارات المتتالية والمحدثة التي يحتاجها القارئ بشكل دوري ومباشر.وأكد نجيب أن النسبة العظمى من دارسي علوم الحاسوب في البلد مازالوا يقرؤون الكتاب الورقي مع أنه كتاب يتعلق بصلب الحاسوب وتطبيقاته.وما يلفت النظر في معرض الكتاب وجود أجنحة خاصة لعرض الكتب الرقمية، لكتب هي في الأصل كتب ورقية ومن هذه الكتب القرآن الكريم والقواميس الالكترونية التي تخدم نحو 24 لغة، ويقول أحد العارضين لهذه النماذج إن البدايات في المشاركات كانت متواضعة جداً وحالياً هي جيدة ومقبولة، وحول الدافع لتبني هذا النوع من الكتب يقول إن التوجهات الحالية تفرض نفسها بقوة والإقبال الجيد على هذه الكتب الالكترونية هو خير دليل على ذلك.ومن اللافت للنظر في معرض الكتاب ذلك الجناح المتناهي في الصغر للهيئة العامة للاستشعار عن بعد والأغرب من ذلك هو خلو الجناح تماماً من أي إشارة حقيقية للتجربة القوية لهذه الهيئة العتيدة في عصر التكنولوجيا الرقمية، وكان الحديث مع محمد هادي عطار رئيس شعبة الخرائط والصور الفضائية في هيئة الاستشعار عن بعد الذي قال إن مشاركة الهيئة تقتصر على المجلات الصادرة عن الاستشعار عن بعد والتي تتناول مختلف نواحي الجوانب العلمية في سورية الزراعية والاقتصادية والمياه والتلوث ونظم المعلومات الجغرافية إضافة إلى أطلس الصور السورية وغيرها من الصور الفضائية لجميع الأراضي السورية والمأخوذة عبر القمر الاصطناعي الأميركي «TM» والفرنسي «Spot». ومن المؤكد وجود كل هذه البيانات من صور وأبحاث وأنظمة بالصيغة الرقمية، وفي السؤال حول عدم عرض أي شيء منها في معرض الكتاب أجاب عطار: إن استخدامها خاص بالهيئة فقط إضافة إلى أن عدم وجود حماية فكرية لهذه المعلومات يعرضها للانتشار بشكل عشوائي.الكتاب الرقمي ورهاناتهيقصد بالكتاب الالكتروني ذلك الكتاب المخزن بطريقة رقمية، أي القيام بإدخال كلماته ومحتواه على حاسب ما سواء بطريقة معالجة الكلمات والنصوص، أي يجلس شخص إلى الكمبيوتر ويكتب الكتاب بالكامل على لوحة المفاتيح ويخزنه في ذاكرة الكمبيوتر أو يتم استخدام الجهاز المعروف باسم الماسح الضوئي في تصوير الكتاب الكترونياً وتخزينه على شكل صورة في ذاكرة الكمبيوتر، ثم التعامل مع هذه الصورة بطريقة أو بأخرى وكان يتم تحويلها إلى نصوص باستخدام البرامج المتخصصة في ذلك أو تغيير طريقة تخزينها لتلائم أغراض القراءة الالكترونية على الحاسبات، وهنا يكون الكتاب جاهزاً للتوزيع والقراءة بشكل الكتروني، مع الإشارة إلى أن أغلبية دور النشر تلجأ إلى عرض الكتب على مواقع خاصة بها على الانترنت في صورة ملفات قابلة للإنزال والتحميل على الكمبيوتر ويقوم المستخدم بالشراء ودفع قيمة الكتاب الكترونياً عبر الشبكة. وقد يتم البيع على وسائط تخزين معينة من محلات البيع والتوزيع، حيث يمكن نقله إلى الكمبيوتر الشخصي بعد ذلك.على الرغم من الانتشار السريع للكتاب الالكتروني إلا أن الكتاب المطبوع لا يزال هو الأقوى والأكثر انتشاراً ويبدو أن أهم الأسباب التي أبطأت من تحقق هذا الانتشار عالمياً تعود إلى أن مساحة شاشة القراءة في معظم الكمبيوترات المتخصصة في أغراض القراءة الالكترونية لا تزال صغيرة الحجم للغاية وغير كافية تماماً بالنسبة للقراءة، فضلاً عن أن درجة الوضوح في الصفحة الالكترونية على الشاشة تقلّ كثيراً عن درجة الوضوح في الصفحة المطبوعة على الورق. ويجمع الكثير من المختصين والخبراء على أن هذه المعضلة التقنية سوف تجد حلاً سريعاً لها وهذا يعني أن الكتاب الالكتروني سوف ينافس بشدة الكتاب المطبوع. وهناك رهانات عديدة حول قدرة الكتاب الرقمي على الصمود فمنذ فترة ظهرت نوعية جديدة من الكمبيوترات الشخصية جداً، والبرامج المتخصصة في أغراض قراءة الكتب المخزنة رقمياً على وسائط التخزين الالكترونية، وعرفت هذه النوعية باسم أجهزة القراءة الالكترونية «Reader» وصاحب ظهورها توقعات واسعة النطاق بحدوث ثورة في عالم النشر والقراءة تهدد عرش الكتاب المطبوع واستندت هذه التوقعات إلى الثورة الكبيرة التي أحدثتها الانترنت في مجال تخزين وتوزيع وبيع الكتب الكترونياً وظهور شركات عملاقة في هذا المجال.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق