السبت، 11 أبريل 2009

افتتحته السيدة أسماء الأسد ورأت أن مكتبات الأطفال تشارك في تنشئة جيل قادر على تغذية الحركة الثقافية... صندوق الدنيا.. مفهوم جديد للقراءة يعتمد الترفي

بطبيعتها العفوية اقتربت من الأطفال وتحاورت معهم، سألتهم عن مدارسهم وطموحاتهم، عن الكتب التي يقرؤونها بين أيديهم، كان ذلك خلال افتتاح السيدة أسماء الأسد أمس لنادي صندوق الدنيا في مجمع دمر الثقافي الذي يضم مكتبة عامة وقاعة مطالعة.
ويأتي ضمن مشروع (أهديك كتاباً.. أهديك فرحاً) وهو مشروع انطلق من رغبة الأمانة العامة لاحتفالية دمشق في تشجيع الأطفال على المطالعة وتحويلها إلى عادة يومية وحاجة ومتعة وفرح.وعند وصول السيدة أسماء الأسد قامت مجموعة من الأطفال بإطلاق عدد من البالونات تحمل بداخلها رسالة تخول حاملها الحصول على كتاب «هدية» من الأمانة العامة لاحتفالية دمشق عاصمة الثقافة العربية، بعدها حضرت السيدة أسماء الأسد عرضاً تمثيلياً وهو عبارة عن قصة قصيرة قرأها ومثل تفاصيلها طفل في الثامنة من عمره تبعته جولة على أقسام المكتبة.ورأت السيدة أسماء الأسد أن الثقافة نتاج تراكمات الحياة ولا تنحصر في مرحلة عمرية معينة غير أن التكوين الثقافي يبدأ في مرحلة الطفولة ومكتبات الأطفال توفر للطفل مهارات التعلم الذاتي من خلال الترفيه والاكتشاف للاستفادة من كل مصادر المعرفة كما تشارك في تنشئة جيل قادر على تغذية الحركة الثقافية في بلدنا والعالم.وقد وضع القائمون على عمل هذه المكتبة رؤية واضحة لتواصل الأهل وأبنائهم عبر تقسيم المكتبة إلى ثلاثة أقسام بما يتناسب مع عمر القارئ بحيث يستطيع أحد الوالدين أن يقرأ كتاباً في قسم وابنه في قسم آخر أو أن يقرأ أحد الوالدين كتاباً لابنه، وبهذه الحالة تتعزز الحالة التشاركية بين الابن وأهله ويكتسب الابن مهارة جديدة وهي مهارة المطالعة سواء بنفسه أو من خلال ذويه أو حتى المشرفين على هذه المكتبة.والجدير ذكره أن الكتب هي مقدمة تبرعاً من مكتبة الأسد ومكتبة إكسليبريس ومؤسسة قوس قزح لطفولة أفضل؛ مشروع مكتبة الأطفال العمومية باللاذقية.التعامل مع الورقياتد. حنان قصاب حسن الأمين العام لاحتفالية دمشق عاصمة للثقافة العربية قالت «للوطن»: لقد بدأت القراءة تفقد دورها لدى الأجيال الجديدة في ظل الثورة التكنولوجية، سواء من استخدام الكومبيوتر أو التلفزيون وغيره، ولذلك كان من الضروري تشجيع تعامل الجيل الجديد مع الورقيات عبر قرائتهم للكتب وزيادة اطلاعهم إضافة إلى تعرفهم على كتّاب هذه الكتب ونشر ثقافة التعامل مع المكتبة لديهم وكذلك تكريس مفهوم التشاركية بين الأهل وأبنائهم في المطالعة لأنها متعة بحد ذاتها ونشاط يساوي أي نشاط آخر.التطوعوخلال حضورنا في المكتبة التقينا مع شابة في السابعة عشرة من عمرها اسمها ندى العظم قالت «للوطن» إن فكرة إنشاء مثل هذه المكتبة هي فكرة عظيمة وقالت إن السيدة أسماء الأسد وخلال حضورها في المكتبة استفسرت منها عن الكتاب الذي تقرؤه وسألتها عن رأيها بالمكتبة ووصفت العظم إنشاء المكتبة بالفكرة الجميلة جداً، مضيفة أنها تأمل بأن تعمل متطوعة في المكتبة لمساعدة الأطفال الأصغر سناً منها على المطالعة.سوسن عقيل أو(مس) سوسن كما يسميها الأطفال في المكتبة وهي أمينة مكتبة الأطفال للفترة المسائية وفي سؤال لها عن مدى حماسة الشباب للتطوع في هذا العمل قالت: هناك إقبال كبير من الشباب للتطوع والمساعدة في هذا العمل، وأضافت: زيارة السيدة أسماء الأسد هي بادرة كريمة منها وتعزز أهمية هذه المكتبة في المجتمع. التي تعد الأولى في دمشق والثانية في سورية بعد مكتبة الأطفال العمومية في اللاذقية التي افتتحتها أيضاً السيدة أسماء في 1/7/2007.صندوق الدنياالأمانة العامة لاحتفالية دمشق عاصمة للثقافة العربية التي رغبت في تشجيع الأطفال على المطالعة زامنت افتتاح نادي صندوق الدنيا مع اليوم العالمي للطفل والمصادف في 25 حزيران وقد عمل القائمون على توفير جو محبب مليء بالألوان، ووجود كتب مشوّقة ومفيدة، في مكتبة عامة وقاعة مطالعة مخصصة للأطفال يرتادونها أعضاء مسجلين في النادي الذي يحمل اسم «صندوق الدنيا». ذلك أن القاعة الملونة المجهزة بمجموعة كبيرة من الكتب والموسوعات والألعاب التربوية والتسجيلات الصوتية المتقنة.ويندرج هذا المشروع ضمن رغبة الأمانة العامة في تأسيس بنية تحتية ثقافية تبقى في متناول الأطفال والشباب بعد انقضاء عام 2008، مساهمة في بناء الأجيال وإعدادها ثقافياً، وفي تحقيق بعد من أبعاد التنمية المستدامة.ومع بداية عطلة الصيف وانتهاء الامتحانات يجد الأطفال اليوم مكاناً يمضون فيه أوقات فراغهم في نشاطات تجمع بين المتعة والفائدة ذلك أن المكتبة صُمّمت لتُستخدم مكاناً للمطالعة، ومقراً لورش تدريب على مهارات مختلفة مرتبطة بالقراءة مثل التمثيل والرسم والتشكيل بالصلصال وبالمعجون والتصوير الفوتوغرافي والخط العربي وغيرها من المهارات حسب توفر المدربين.أقسام المكتبةصُممت مكتبة «صندوق الدنيا» بحيث تناسب الأطفال من عدة أعمار فهناك قسم للأطفال من سن 3 إلى 9 سنوات، وهو يحتوي على مجموعة غنية مدروسة تربوياً من الكتب المصورة بشكل ممتاز والملونة بألوان جذابة، ومن الموسوعات المعرفية التي تعطي للطفل معلومات جديدة توسّع مداركه، أما الكتب المكتوبة باللغة الأجنبية فسهلة القراءة تزيد من ألفة الطفل مع اللغة وتسهّل تعلمه لها.كذلك هناك قسم لمن هم أكبر سناً من 10 إلى 15 سنة وفيها العديد من المؤلفات العامة باللغتين الإنكليزية والعربية مثل هاري بوتر وسيد الخواتم، وبعض الكتب التي تروي حياة شخصيات سورية وعالمية أسهمت في رفد الثقافات والحضارات على وجه المعمورة.وفي هذا القسم جناح آخر لمن هم أكبر من عمر الخامسة عشرة، وفيه العديد من الروايات والكتب العالمية لكتاب عظام كجبران خليل جبران ونزار قباني ومكسيم غوركي ونوال السعداوي ووليام شكسبير وغيرهم، إضافة إلى وجود كتب باللغة الإنكليزية تناسب الشرائح العمرية الأكبر سناً من 15 عاماً.كذلك ثمة قاعة في الخارج وفيها عارض دي في دي والعديد من الأفلام المتعلق بعالم الحيوان والجغرافيا وتعليم الأرقام وما إلى ذلك من أفلام تعليمية.الهدف من المشروعتشجيع الطفل على القراءة وتأمين جو مناسب يجعل من المطالعة متعة وحاجة.تعريف الطفل بعالم الأدب والمعرفة بحيث يتم تحقيق توازن ضروري بين المطالعة وبين عادة مشاهدة التلفزيون الملحوظة اليوم.إغناء المخيلة لدى الطفل وتشجيع الحس الإبداعي والقدرة على التعبير بوسائل متعددة، وتطوير الملكات الذهنية والحركية من خلال النشاطات المرافقة للقراءة (تعبير لغوي، تعبير حركي، تعبير فني بالرسم والتشكيل بالمعجون والصلصال وغيرها من المهارات).تدريب الطفل على احترام الكتاب وطريقة التعامل معه. وعلى عادات القراءة الصحيحة والصحية.تدريب الطفل على آلية البحث العلمي وطريقة انتقاء الكتب واستعارتها حسب التصنيف المتبع عالمياً.التعامل مع المكتبة كمكان عام. وتنمية الحس الجماعي لدى الطفل من خلال تعريفه بأصول التعامل مع بقية مستخدمي المكتبة (استعارة الكتاب وإعادته في الوقت المحدد، عدم إصدار ضجة أثناء القراءة، عدم إفساد الكتب لتظل بمتناول الجميع).تدريب الأمهات المرافقات للأطفال على كيفية القراءة للطفل وعلى طريقة التعامل مع المهارات الإبداعية المواكبة لعملية القراءة.النشاطات الممكنة في القاعةالقراءةتخصص أوقات محددة يقوم فيها شخص من الكبار(ممثل أو كاتب) بقراءة النصوص للأطفال بطريقة مشوقة وبلفظ صحيح وبتلونات صوت تحبب الطفل بالنص تكون هذه القراءات بمنزلة تدريب للأهل على طريقة القراءة لأبنائهم ويطلب من بعض الأهالي ممن لديهم الكفاءة والتطوع للقيام بهذا النشاط بشكل دوري.مركز الاستماع للقصص المسجلةهناك مسجلتان يمكن استخدامهما من قبل الأطفال لسماع تسجيلات قصص مسجلة بالعربية وبالإنجليزية يمكن أن يتم ذلك بشكل فردي أو ثنائي (كل طفلين يستمعان معاً لقصة واحدة).مركز البحث العلميمن خلال جهاز الكمبيوتر في المكتبة يمكن للأطفال أن يتعلموا البحث في الكومبيوتر على بعض المواقع المخصصة لألعاب الأطفال التربوية.كما يمكن أن يستخدموا الكومبيوتر للبحث عن بعض المعلومات الضرورية لدروسهم ووظائفهم (يتم ذلك بإشراف مباشر من المشرفة).مسرح العرائسيقوم مختص بمسرح العرائس بتجسيد إحدى الحكايات الموجودة في الكتب لتشجيع الأطفال على قراءتها لاحقاً.الأطفال يكتبون قصصهميمكن تشجيع الأطفال على أن يكتبوا ويرسموا قصصهم ويمكن طباعة بعض هذه القصص لتوزع على بقية الأطفال ويقوم الطفل بتوقيع كتابه للآخرين ضمن حفلة صغيرة.التذوق الموسيقييمكن تخصيص ساعة أسبوعياً للإصغاء إلى الموسيقا المسجلة على اسطوانة مدمجة بإشراف موسيقي مختص يشرح العمل ويلفت انتباه الأطفال لكل آلة على حدة.ألعاب تربويةتحتوي المكتبة على بعض الألعاب التي تطور المهارات المعرفية والحركية للأطفال مثل المكعبات أو الصور المقصوصة والمبعثرة التي يطلب إلى الأطفال إعادة تركيبها.مهارات الكتابةيطلب إلى الطفل أن يقوم بتعبئة استمارة يكتب فيها اسم الكتاب، اسم الكاتب، عنوان القصة، ملخص عن الحكاية، مكان الحدث، الشخصيات المشاركة فيه.ثم ترتيب الكتب في هذه المكتبة حسب طريقة تصنيف ديوي Dewy Decimal System وهي نظام فهرسة عالمي للقراءة.شروط الانتسابرسم العضوية في نادي (صندوق الدنيا) 500 ليرة سورية تدفع مرة واحدة وتستخدم لإغناء المكتبة لكنها شرط لارتياد قاعة المطالعة ولحضور النشاطات تعطى بطاقة العضوية للطفل الذي يوقع على تعهد باحترام شروط المكتبة.في المرحلة الحالية لا إعارة خارجية ويستطيع الطفل أن يبقى في قاعة المطالعة مدة ثلاث ساعات يومياً كحد أقصى لإفساح المجال لأكبر عدد ممكن من الأطفال في حال وجود نشاطات إضافية يتم إعلام الأهل مسبقاً بها.يستطيع الأهل الذين يرافقون أولادهم والراغبون بحضور بعض النشاطات المخصصة للأطفال دخول القاعة في الأوقات المحددة.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق