إنه العوز الشديد الذي تعانيه معظم المكتبات في دمشق ولاسيما التابع منها لجامعة دمشق، ما جعلها عاجزة عن تلبية احتياجات طلاب الجامعة الثقافية والعلمية المتنوعة، ففي كل بلدان العالم تشكل مكتبة الكلية أو القسم الذي يتخصص فيه الطالب أهم مصادر معلوماته سواء القديمة أو الحديثة، فإذا ما انتقل إلى مرحلة الدراسات العليا لجأ إلى المكتبة الوطنية المحتوية إرث بلده وبلدان العالم تقريباً.لكن في دمشق الأمر مختلف، ولا ندري عن المحافظات الأخرى، حيث تعجز المكتبات التابعة للكليات في جامعة دمشق عن إمداد طلابها باحتياجاتهم، وتفتقد أكثر الأقسام مكتبة خاصة بها،وغياب مثل هذه المكتبات من جهة وقلة فاعلية مكتبات الكليات من جهة أخرى، يسببان إرباكاً للطالب ويضيعان وقته لاضطراره اللجوء إلى مكتبات ضخمة تتنوع فيها الاختصاصات كمكتبة الأسد أو المكتبة الظاهرية وغيرها، وهنا تزداد عملية البحث عن المراد تعقيداً. تقول ريما عيسى، من قسم الإعلام: «لا توجد مكتبة خاصة بقسم الإعلام، وبالنسبة لمكتبة الآداب فهي فقيرة جداً بالكتب التي تناسب اختصاصي وإن وجدت فهي قديمة جداً أكل الدهر عليها وشرب، ومعروف أن الإعلام مضمار متجدد باستمرار، الأمر الذي جعلني أستغني تماماً عن الدخول إلى كلية المكتبة، وحين قررت الاستعانة بمكتبة المركز الثقافي في منطقتنا اكتشفت أنها أسوأ من مكتبة الكلية».رامي الحسن طالب في قسم العلوم الطبيعية، يقول: «لتعويض النقص في مكتبات الجامعة غالباً ما نستعين بالمكتبة الوطنية (مكتبة الأسد) أو نلجأ إلى الانترنت، ولكن هذا يعرضنا للمشكلات بسبب الازدحام على المكتبة الوطنية من جهة، وقلة الوثوق بمصادر الانترنت أو ما تحتاجه من إجراءات كتسجيل الدخول أو تحميل الكتب الذي يبوء بالفشل غالباً، من جهة أخرى».أما محمد يونس (من قسم المكتبات) فيقول: «مكتبة الكلية تصلح للدراسة ليس أكثر، ولم أفكر يوماً باستعارة الكتب أو قراءتها لأنها غالباً بعيدة عن مجال اهتمامي واختصاصي، ومن ناحية أخرى أشعر بالدوار وأنا أبحث عن كتاب أريده بسبب الفهرس البطاقي، فالمكتبة غير مزودة بفهرس الكتروني يسهل على الطلاب عملية البحث، أضف إلى هذا كله مشكلة الإصدارات الحديثة الغائبة بشكل كبير عن رفوف مكتبة الكلية». هدى (من قسم الجغرافية) تقول: «إذا أردت إنجاز حلقة بحث في موضوع معين فإن مكتبة الكلية لا تساعدني إلا بنزر يسير، بالتالي لا بد من اللجوء إلى المكتبة الوطنية، كما أن قاعة مكتبة الآداب صغيرة وغالباً ما تزدحم بالطلاب لينعدم جو القراءة المناسب للطالب».تضم جامعة دمشق ما يقارب 120 ألف طالب، وهؤلاء يدفعون بشكل سنوي رسم تسجيل يختلف بين سنة وأخرى، يتضمن فيما يتضمنه رسماً خاصاً بالمكتبات، فضلاً عن الموازنة المخصصة لجامعة دمشق، ويعترض الطلاب على الحالة الرديئة لمكتبات الكليات التي يدرسون فيها، وعلى غياب مكتبات خاصة بالأقسام، ويطالبون بتفعيل دور هذه المكتبات لتكون كفيلة بتأمين احتياجاتهم المتنوعة سواء ما يتعلق منها بالكتب قديمها وحديثها، أو توسيع القاعات التابعة لمكتبات الكليات، وتأمين الكمبيوترات لتوفير الفهرس الالكتروني الذي سيوفر كثيراً من الجهد والوقت، وإذا ما تم تفعيل دور هذه المكتبات فإنها ستشكل جزءاً حضارياً هاماً في جامعاتنا، ويأملون بالاستفادة من احتفالية دمشق عاصمة الثقافة العربية لأخذ هذه الأزمة بعين الاعتبار وحل مشكلة أجيال متعاقبة تتوالى على الجامعة.
السبت، 11 أبريل 2009
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق