الأربعاء، 29 أبريل 2009

المكتبات التربوية .. مراكز بحث بامتياز إذا أحسن استثمارها


مجتمع الخميس 30-4-2009ميحيى موسى الشهابي
لقد أسهم التقدم التقني في انتشار ظاهرة العزوف عن القراءة عند البعض و الابتعاد عن الكتب والمجلدات ولا سيما بين الشباب في كثير من الدول النامية حتى إن البعض عزا ذلك الأمر
الى تأثير الوسائل السمعية و البصرية وللاكتشافات العلمية وعدم اهتمام الأسر بشكل عام في نشر هذه الثقافة بين أبنائها بينما في المدارس كانت الحجة عدم وجود الوقت الكافي عند المدرسين و اكتفائهم بالكتاب المقرر و عدم مطالبتهم ببحوث خارج هذا النطاق.‏
ولتفادي هذا القصور كان للمكتبة المدرسية هدف في خدمة البرامج التعليمية المقررة و تنمية قدرات الطلبة على استعمال الكتب بأنفسهم ،ناهيك عن جعل القراءة من العادات ذات الفائدة بالنسبة للطالب وحسن استخدامه لأوقات فراغه، إضافة للتعليم الذاتي..‏
- الآنسة مارسيل مراد أشارت في بحثها حول واقع المكتبة المدرسية من خلال المتابعة الميدانية لسير العملية التربوية بمكوناتها ، إنها لا تزال قاصرة عن القيام بدورها الفاعل في المرحلتين الاعدادية والثانوية لأسباب عده أهمها : عدم توافر الامكانات المادية، عدم إعارة بعض المدارس الاهتمام اللازم بالمكتبة، قلة وجود قاعتي مكتبة ومطالعة مجهزتين بالمستلزمات الضرورية..‏
أهمية المكتبات‏
كما وتشير مراد إلى أنه برغم الانفجار المعرفي في عصرنا و ثورة المعلومات فللمكتبات دور بارز كمراكز بحث حر و ثقافة لا تزال قادرة على بث المعلومات و المعارف عبر وسائل غير تقليدية وتظل الكلمة المكتوبة أهم وسيلة اتصال بعقول الآخرين وبأفكارهم ،وفي ظل ما يطرأ على المناهج من تحديث وتطوير بما يتلاءم ومواكبة العصر و التقدم العلمي حيث تلعب دوراً فاعلاً إذا ما زودت بالإمكانات المادية والبشرية لتصبح جزءاً من البرنامج المدرسي والمنهجي التعليمي، لتوفر للمتعلم حرية المعرفة ، ولتعزز لديه عملية التعلم، لأن المعلومات التي تقدمها المناهج يسيرة، إذا ما قورنت بالمعارف الإنسانية على تنوعها و تضيف قائلة: إنه بعدما تبين قصور الطرائق التعليمية من حفظ و تلقين ظهر مفهوم التعليم وتطور ليصبح تعليم المتعلم كيف يعلم نفسه بنفسه من خلال إكسابه مهارات تمكنه من توظيفها في مناحي الحياة كافة و لا تتحقق أهداف التعليم دون مكتبة مدرسية متطورة جاذبة لاهتمام المعلمين والمتعلمين، ملبية لاحتياجاتهم و قادرة على إكسابهم مهارة البحث بما من شأنه تحقيق التكامل بينها و بين المناهج التعليمية ، كما وتعتبر ركيزة أساسية في العملية التعليمية بتوفيرها مصادر التعلم المختلفة المطبوعة و غير المطبوعة كالمواد السمعية و البصرية بحيث ترفد المناهج وتدعمها ، وتتيح للمتعلم فرصة التعامل المباشر مع مصادر المعرفة بحيث ينمو لديه حب المطالعة ويخطو خطواته الأولى في ممارسة البحث والتعود عليه كما إنها حلقة وصل بين المدرسة و المحيط الخارجي وتسهم في نقل التراث الثقافي للطلبة وتساعدهم في التكيف وحسن التصرف في نشاطاتهم المدرسية،وبناء شخصيتهم المبدعة ، و فكرهم النقدي، وقدرتهم على المحاكمة وتسهل عملية إدماجهم السليم في المجتمع من خلال تزويدهم بأساسيات التعلم و الثقافة.‏
- بينما يرى المدرس ميهوب الغزالي مدرس مادة الاجتماعيات أن المكتبة المدرسية لها دور كبير في تنمية القدرات و تزويد الطلبة بالقيم و المعارف و المهارات العلمية وتكوين عادات وقيم اجتماعية إيجابية و مواجهة المشكلات إذا توافرت خدمات تعليمية جيدة، بيد أن المنهاج كبير والمدرس مطالب بتغطية هذا البرنامج خلال العام الدراسي فهو، أي المدرس وخاصة لمادة الاجتماعيات بحاجة إلى الوسائل التعليمية المساعدة وإكساب الطالب معرفة التراث الجغرافي العربي الذي كان له دوراً بارزاً في الحضارة العالمية عن طريق كتب التراث‏
- أما الآنسة بشرى خليل مدرسة اللغة العربية فإنها ترى أنه لا يمكن تحقيق عملية التعلم بدون مكتبات مدرسية حديثة ومتطورة إضافة لإنتاج المواد السمعية / صور أفلام ، أشرطة تعليمية توثيقية/ تسهم في تقديم الدروس المبسطة و المفاهيم بواسطة الصوت والصورة لتغني المدرس عن إعطاء دروس نظرية تكون قاسية عليه و على الطالب و منهكة أحياناً ،كما يجب على المكتبات أن تزود بالكتب الأدبية و خاصة الشعر العربي القديم و القصص لعمالقة الأدب العربي لإكسابهم مهارات التعلم الذاتي و التفكير الإبداعي و الابتكاري..‏
-ويرى معلم مادة العلوم الطبيعية تيسير أحمد أن المكتبات المدرسية ما زالت قاصرة حتى الآن في المواد العلمية و خاصة الرياضيات و العلوم بيد أن مؤخراً ومع دخول الحواسيب والمعلوماتية قد يتغير الأمر و يصبح للمكتبات دور في العملية التعليمية إذا ما تم استخدام ما يسمى تكنولوجيا المعلومات وتعليم المستفيدين طرائق استعمالها إضافة لوجود مخابر علمية متطورة في مدارسنا لتشكل تكاملاً ما بينها..‏
منهاج ضخم‏
- ولدى لقائنا بعدد من الطلاب والطالبات تمنى هؤلاء تطوير المكتبات وتنوعها و إدخال التكنولوجيا إليها و لكن قبل ذلك لا بد من العمل على الإقلال من حجم المنهاج المدرسي و ضخامته كي يتاح للطالب الموافقة ما بين الدراسة وتلبية الوظائف البيتية المرهقة أحياناً. و إعادة جدولة البرنامج المدرسي بحيث تكون هناك حصة في الأسبوع أو أكثر للمطالعة.‏
من كل ذلك إذا كنا نقدر للسيد وزير التربية قراره القاضي بتفعيل دور المكتبات المدرسية فإننا نذكر بأن قرار سيادته لابد له من إجراءات على الأرض من حيث اختيار مكان المكتبة وتزويدها بكل اللازم من طاولات وكراسٍي وحاسوب إضافة لسجلات فهرسة و إعارة ليبقى عملها منظماً ويحقق الغاية المنشودة وفوق كل ذلك الكتب الرديفة للمنهاج المدرسي أو المتناسبة معه.‏

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق