تناقصت أعداد بسطات الرصيف التي تبيع الكتب على اختلاف أنواعها لتناقص الطلب على معروضاتها بتناقص الشريحة التي ترتادها من طلاب جامعة ومثقفين انفضوا عن طبعاتها القديمة بعدما شكّلت موئلاً ومنهلاً لنهمهم الثقافي ولانخفاض أرباح «المكتبات» المتنقلة التي ما عادت متنقلة «ولا تلقى الرواج المعهود، ولا هم يحزنون»، وفق قول صاحب بسطة كتب.
فقدت العلاقة التي تربط روّاد البسطات بمقتنياتها حميميتها في زمن عولمة البث الفضائي والإنترنت بحيث أصبح العثور على معلومة أكثر سهولة ويسراً مجاناً أو مقابل مبلغ زهيد هو أجرة تصفح مواقع البحث على الشبكة الدولية للكمبيوتر، وتزايد أعداد المتصفحين وخصوصاً من الطلاب، بات لزاماً على أصحاب البسطات إعادة النظر في «تجارتهم» مصدر رزقهم.ويشكل مركز المدينة نقطة جذب للفاعليات الاقتصادية المختلفة ولذلك اقتصرت بسطات الكتب على مواقع محددة منه تستقطب أعداداً كبيرة من الراجلين الذين يستوقف المهتمين منهم المشهد لتفقد موجوداته «التي اقتصرت على طبعات باهتة وكتب صفراء تخطت مناهج الجامعة معلوماتها، باستثناء التقليدية منها، في وقت أحجم فيه أصحاب المكتبات الخاصة على بيع كتبهم إلى أصحاب البسطات الذين يمارسون إذلالاً بحقها جراء انخفاض ثمنها مقارنة بمكتبات الكتب التي تعرض الحديث من الكتب وبسعر مرتفع يعجز عن سداده ذوو الدخل المحدود الذين يشكلون أغلبية القراء»، كما يقول طالب جامعي.وتناقصت أرباح أصحاب كتب البسطات ليبحثوا على تجارة أخرى، على الرغم من أنهم مدللون لجهة العلاقة التي تربطهم بشرطة البلدية المكلفين بقمع مخالفات شغل الأرصفة، وخلت الأماكن المعهودة من بسطات الكتب لتتموضع في أماكن محددة مثل الساحة المقابلة لبريد الجميلية ومستودعات مختصة ببيع الكتب القديمة الرخيصة ولتحل محل البسطات القديمة أخرى أصغر منها تعرض أعداد المجلات الفنية القديمة.«معظم الكتب المباعة دينية ويحرص المشترون على اقتناء الأجزاء المتسلسلة منها ويعادل سعرها على البسطة أقل من نصف سعرها في المكتبات، ونادراً ما أشتري الإصدارات الجديدة لضعف الطلب عليها ولارتفاع سعرها حيث انطبعت البسطات في أذهان القراء برخص كتبها وهو ما يقلل من أرباحنا التي لم تعد تناسب عملية المساومة على السعر الشائعة في حلب»، بحسب صاحب بسطة كتب والذي أشار إلى أن معظم رواده من الشباب «وبعض كبار السن من المثقفين الذين يصعب التعامل معهم ولا يرضيهم العجب ولا الصيام في رجب»!.ومع قلة أعداد المكتبات التقليدية في حلب وتراجع أعداد بسطاتها تفقد القراءة أهم أدوات التشجيع عليها ويتراجع الدور المأمول منها في تنمية الوعي الحضاري والمجتمعي لتبقى المراكز الثقافية هي المرجع الوحيد المختص بالزاد الثقافي الذي يتقوت منه ما قلّ وندر من المهتمين اللاهثين بعيداً عن المادة ومغرياتها.
http://www.alwatan.sy/dindex.php?idn=28623
فقدت العلاقة التي تربط روّاد البسطات بمقتنياتها حميميتها في زمن عولمة البث الفضائي والإنترنت بحيث أصبح العثور على معلومة أكثر سهولة ويسراً مجاناً أو مقابل مبلغ زهيد هو أجرة تصفح مواقع البحث على الشبكة الدولية للكمبيوتر، وتزايد أعداد المتصفحين وخصوصاً من الطلاب، بات لزاماً على أصحاب البسطات إعادة النظر في «تجارتهم» مصدر رزقهم.ويشكل مركز المدينة نقطة جذب للفاعليات الاقتصادية المختلفة ولذلك اقتصرت بسطات الكتب على مواقع محددة منه تستقطب أعداداً كبيرة من الراجلين الذين يستوقف المهتمين منهم المشهد لتفقد موجوداته «التي اقتصرت على طبعات باهتة وكتب صفراء تخطت مناهج الجامعة معلوماتها، باستثناء التقليدية منها، في وقت أحجم فيه أصحاب المكتبات الخاصة على بيع كتبهم إلى أصحاب البسطات الذين يمارسون إذلالاً بحقها جراء انخفاض ثمنها مقارنة بمكتبات الكتب التي تعرض الحديث من الكتب وبسعر مرتفع يعجز عن سداده ذوو الدخل المحدود الذين يشكلون أغلبية القراء»، كما يقول طالب جامعي.وتناقصت أرباح أصحاب كتب البسطات ليبحثوا على تجارة أخرى، على الرغم من أنهم مدللون لجهة العلاقة التي تربطهم بشرطة البلدية المكلفين بقمع مخالفات شغل الأرصفة، وخلت الأماكن المعهودة من بسطات الكتب لتتموضع في أماكن محددة مثل الساحة المقابلة لبريد الجميلية ومستودعات مختصة ببيع الكتب القديمة الرخيصة ولتحل محل البسطات القديمة أخرى أصغر منها تعرض أعداد المجلات الفنية القديمة.«معظم الكتب المباعة دينية ويحرص المشترون على اقتناء الأجزاء المتسلسلة منها ويعادل سعرها على البسطة أقل من نصف سعرها في المكتبات، ونادراً ما أشتري الإصدارات الجديدة لضعف الطلب عليها ولارتفاع سعرها حيث انطبعت البسطات في أذهان القراء برخص كتبها وهو ما يقلل من أرباحنا التي لم تعد تناسب عملية المساومة على السعر الشائعة في حلب»، بحسب صاحب بسطة كتب والذي أشار إلى أن معظم رواده من الشباب «وبعض كبار السن من المثقفين الذين يصعب التعامل معهم ولا يرضيهم العجب ولا الصيام في رجب»!.ومع قلة أعداد المكتبات التقليدية في حلب وتراجع أعداد بسطاتها تفقد القراءة أهم أدوات التشجيع عليها ويتراجع الدور المأمول منها في تنمية الوعي الحضاري والمجتمعي لتبقى المراكز الثقافية هي المرجع الوحيد المختص بالزاد الثقافي الذي يتقوت منه ما قلّ وندر من المهتمين اللاهثين بعيداً عن المادة ومغرياتها.
http://www.alwatan.sy/dindex.php?idn=28623
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق