السبت، 28 مارس 2009

مشروع المدارس التفاعلية في سورية ينطلق من «دير الزور»...توثيق الصلة بين المجتمع والطلاب والمدرسة عبر وسائل تقانة الاتصالات والمعلومات التفاعلية


مشروع المدارس التفاعلية في سورية ينطلق من «دير الزور»...توثيق الصلة بين المجتمع والطلاب والمدرسة عبر وسائل تقانة الاتصالات والمعلومات التفاعلية

يأتي مشروع المدارس التفاعلية لاستخدام تقانة الاتصالات والمعلومات في التعليم في بعض المدارس العامة والخاصة في محافظة دير الزور انطلاقاً من دور وزارة الاتصالات والتقانة في نشر استخدامات تقانة الاتصالات والمعلومات بما يخدم التنمية الاقتصادية والاجتماعية، وكذلك دور برنامج الأمم المتحدة الإنمائي في التنمية وتحقيق أهداف الألفية وخاصة ما يتعلق باستخدام تقانة المعلومات باعتبارها أداة تعليم متقدم، ولربط المجتمع بالتعليم أيضاً، وكذلك اهتمام وزارة التربية بدمج الاتصالات والمعلومات في التعليم باعتبارها أداة مساعدة على تطويره من حيث المحتوى والإدارة.
وفي عام 2006 طلبت شركة «توتال» للاستكشاف والإنتاج في سورية من برنامج الأمم المتحدة الإنمائي تقديم مقترحات لمشاريع تساهم في التنمية وخاصة ما يتناسب مع منطقة دير الزور بحكم أن أنشطة الشركة تتركز هناك، وكان من بين المقترحات مشروع المدارس التفاعلية (Interactive Schools) ورصدت شركة توتال مبلغ 450 ألف دولار لهذا المشروع. وعلى إثر ذلك تم توقيع اتفاق ثلاثي في نهاية العام 2006 بين كل من مشروع الأمم المتحدة الإنمائي (UNDP) ووزارة التربية، ووزارة الاتصالات والتقانة، ويحدد هذا الاتفاق التزامات كل طرف من الأطراف في المشروع، وبدأ التنفيذ مع بداية العام 2007.وتنوي شركة «توتال» حالياً استمرار مساهمتها في هذا المشروع بما يكافئ تجهيز خمس مدارس تفاعلية أخرى من المفترض الانتهاء من تجهيزها خلال السنة القادمة 2010 عن طريق برنامج الأمم المتحدة الإنمائي أيضاً.وفي تصريح لـ«الوطن» قال الدكتور نور الدين شيخ عبيد مدير البرنامج الإستراتيجي لاستخدام تكنولوجيا المعلومات والاتصالات في التنمية الاجتماعية والاقتصادية ببرنامج (UNDP): إن هدف المشروع هو توثيق الصلة بين المجتمع والطلاب والمدرسة عن طريق وسائل تقانة الاتصالات والمعلومات التفاعلية.ومن المقرر في هذا المشروع إتاحة استخدام الإنترنت للطلاب في المدارس التفاعلية يومياً مدة ساعتين تنظمها المدرسة. وهذا يمكن تحقيقه شرط توافر خطوط الانترنت السريعة (ADSL) التي لا تتوافر حالياً إلا في تسع مدارس أما المدارس الباقية فتقع خارج نطاق وصول الإنترنت السريعة، ومن المأمول توافرها في العام الحالي.وأوضح عبيد أن التجهيزات الموجودة في المدرسة (كمبيوترات الصف- كمبيوترات الخاصة بالإدارة وبالمدرسين) جميعها موصولة على شبكة واحدة، وقد عينت وزارة التربية حديثاً شخصاً فنياً في كل مدرسة مهمته تقديم العون الفني للمدرسة بما يحتاجه المشروع من تشغيل لبرمجيات المدرسة وأتمتة عمليات المدرسة الإدارية وإدارة موقع المدرسة على الإنترنت وصيانة الأجهزة.وكشف عبيد عن واقع المشكلة التي تواجه هذا المشروع التي تتجسد بمشكلة الانترنت حيث يصبح من الصعب جداً تحميل درجات امتحان الطلاب ودخول الأساتذة إلى الموقع والقيام بأعمالهم فيه بسبب البطء في الانترنت حتى هذه اللحظة.وأشار عبيد إلى أن متوسط أعمار العاملين في التدريس الثانوي في المدارس المشاركة في هذا المشروع تزيد على 42 سنة وهو ما يمثل صعوبة في تقبل هذا النوع الجديد من العمل الإداري في المدرسة، ومع ذلك فقد أصبحت 13 مدرسة من المدارس الخمس عشرة قادرة على إخراج صحيفة الطالب (الجلاءات المدرسية) بعد كتابة محتواها الكترونياً ثم طباعتها ليتم تسليمها للطالب بالطريقة المعهودة (وقد حصلت «الوطن» على نسخ منها). وتنوعت بعض العوائق البسيطة التي تقف في وجه السير السليم والسلس لعمل المدارس التفاعلية لكون المشروع يتطلب تغييراً في طريقة العمل في المدرسة والتعامل مع المعلومات والتعامل مع تقانة الاتصالات والمعلومات الجديدة بالنسبة للكثيرين من المدرسين.من جانبها قالت الأستاذة نهلة رومية- المنسق الوطني لمشروع دمج التكنولوجيا بالتعليم والمنسق بين وزارة التربية ومشروع التعاون الخارجي- في تصريح لـ«الوطن»: «من خلال إحدى المسابقات قمنا بتعيين 15 مشرفاً فنياً للمدارس التفاعلية الخمس عشرة وهم من خريجي معهد تقنيات التعليم المنتشر في بعض محافظات القطر». وأشارت رومية إلى أنه تم اختيار المشرفين الفنيين في البداية كمدرسي معلوماتية ثم تم تفريغ 15 واحداً منهم للمدارس التفاعلية وجميعهم من محافظة دير الزور. وعن سبب اختيار المشرفين من نفس المحافظة التي أقيمت فيها هذه المدارس أوضحت رومية أن تعيين المشرفين في نفس المناطق التي يقيمون ويعيشون فيها أو نفس المكان الذي توجد فيه بلداتهم، يخلق نوعاً من الاستقرار لهذه المدارس، ولكي يتفادى المشروع طلبات النقل إلى المحافظات التي يعيشون فيها كما يحدث دائماً.وكشفت رومية أن منسق مشروع المدارس التفاعلية في محافظة دير الزور يقوم أسبوعياً بتقديم «تقرير» يتضمن شرحاً مفصلاً للتطورات التي حدثت خلال الفترة بما فيها العقبات التي تعترض سير العمل أحياناً. وأكدت رومية أنها لمست خلال الاجتماعات الدورية التي تعقد مع القائمين على المشروع هناك الاندفاع والحماسة القويين للمضي قدماً بهذا المشروع المتميز والنموذجي للنهوض بالمسيرة التعليمية السورية.وحول ما سيتم العمل عليه مستقبلاً أشارت رومية إلى أن خضوع الأساتذة المشرفين للتدريب على مشروع المدارس التفاعلية سيتبعه قريباً الخضوع لمشروع دمج التكنولوجيا بالتعليم، الأمر الذي سيؤدي إلى خلق التكامل الأمثل بين هذين القضيتين.وفي تصريح لـ«الوطن» يقول رامي الضلي معاون مدير تربية محافظة دير الزور للتعليم الثانوي- المكلف بمتابعة المشروع في المحافظة: «انتهينا حالياً من المرحلة الثالثة والأخيرة فيما يتعلق بتدريب الفنيين والجهاز الإداري والمدرسين في المدارس التفاعلية الخمس عشرة».
متوقعاً الانطلاق بمباشرة تطبيق المشروع بدءاً من العام الدراسي القادم شريطة أن تقوم مديرية الاتصالات في محافظة دير الزور بتأمين خطوط الانترنت (ADSL) للمدارس الست المتبقية.ويهدف مشروع المدارس التفاعلية إلى الارتقاء بالعمل الإداري المدرسي والعمل التعليمي عن طريق إتاحة تقانات تساعد الإداري المدرسي والمدرس وكذلك الطالب والأسرة في متابعتها لأبنائها الطلاب.مكونات المشروعيقوم البرنامج الإستراتيجي لاستخدام تقانة الاتصالات والمعلومات بالتعاون مع وزارة التربية ومديرية التربية في محافظة دير الزور والمؤسسة العامة للاتصالات في دير الزور بتنفيذ هذا المشروع الذي يشمل 15 مدرسة ستكون إحداها على الأقل مدرسة خاصة والباقي مدارس عامة. ويجري التنفيذ طبقاً للاتفاقية الموقعة بين وزارة التربية ووزارة الاتصالات والتقانة وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي، بتمويل من شركة «توتال».وسيشمل المشروع في كل مدرسة إقامة مخبر حاسوب للطلاب يتألف من ستة حواسيب يستخدمها الطلاب في تدربهم على استخدامه والاتصال بالإنترنت، وتزود القاعة بجهاز إسقاط وطابعة عادية إضافة إلى الأثاث من مقاعد وطاولات وخزانة.وضع حاسوب أو حاسوبان للمدرسين لاتصالهم ببرنامج إدارة المدرسة، حيث سيقوم كل منهم بإدخال علامات طلاب صفوفه في المادة أو المواد التي يدرسها إلى قاعدة معطيات برنامج إدارة المدرسة، كما سيستخدم المدرسون هذه الحواسيب للاتصال بالإنترنت وستزود غرفة المدرسين بطابعة ليزرية.وضع حاسوبان للإدارة (أمانة السر والموجهين) للقيام بأعمال برنامج إدارة المدرسة، كما سيكون لدى أمين السر طابعة ليزرية بمواصفات عالية. وسيتم وضع حاسوب لدى مدير المدرسة، وكذلك تأمين اتصال سريع بالإنترنت لتخديم 10 حواسيب.كما سيتم تأمين برمجيات إدارة للعمليات الإدارية المدرسية يسمح بإدخال كل المعلومات الخاصة بالطلاب وهي: المعلومات الذاتية والمسلكية ونتائج الطلاب في كل المذاكرات والامتحانات وحفظها وأرشفتها سنوياً، واستخراج جلاء (صحيفة) الطالب المدرسي.كما ستتم متابعة إنشاء بوابة الإنترنت الخاصة بالمدارس المشاركة بالمشروع يخصص فيها لكل مدرسة موقعٌ توضع فيه كل المعلومات الخاصة بالمدرسة، الثابت منها والمتغير، تسمح للطلاب والأهالي بالعودة إلى البوابة ومعرفة أخبار المدرسة من مواقيت وأنشطة. كما سيوضع على كل موقع مدرسة نتائج الطلاب في المذاكرات والامتحانات التي لن يستطيع الدخول إليها إلا الطالب نفسه أو ولي أمره فقط. وسيحتوي الموقع أيضاً على منتدى يمكن للطلاب والأهل استخدامه في الحوار مع المدرسين والإدارة.ويتضمن المشروع تدريب المدرسين في المدارس المشاركة في المشروع على المواد الأساسية لشهادة الرخصة الدولية لقيادة الحاسوب (ICDL)، وتدريب من يرغب منهم على كل مواد هذه الشهادة، إضافة إلى تدريب الإدارة والمدرسين على استخدام برمجيات الإدارة، من حيث الاستخدام والصيانة والحماية وكل ما يجعل العمل بلا منغصات حاضراً أو مستقبلاً.وكذلك تدريب الطلاب على البحث في الإنترنت لاستخدامه في البحث عن المعلومات التي يحتاجونها في دراستهم وفي الارتقاء بمستواهم المعرفي، كما سيتم استكمال تدريب طاقم فني من كل مدرسة على أعمال صيانة التجهيزات وإدارة مواقع المدارس نظراً لكون مكونات المشروع السابقة عماد العمل اليومي في المدرسة ويجب المحافظة عليها بالمستوى اللائق، أما إدارة المشروع فستكون بالتعاون مع مديرية التربية في دير الزور.معايير اختيار المدارسأوضح الدكتور عبيد أن اختيار المدارس يتم ضمن عدة معايير أولها تنوع المدارس بين الأساسي والثانوي، والفني، والمهني، والخاص. وأيضاً قرب المدرسة من مركز اتصالات يوفر اتصال إنترنت سريعاً. كما يتم الأخذ بعين الاعتبار الحالة العامة للمدرسة من حيث البناء والكهرباء لمراعاة مسألة انقطاع التيار الكهربائي، إضافة إلى حماسة الإدارة والمدرسين للمشروع وموقع المدرسة سواء في ريف أو مدينة أو منطقة أو ناحية مع وجود قاعة تصلح لجعلها مخبراً للحواسيب في المدرسة.مدارس الدفعة الأولى (العام الدراسي 2006-2007)المدرسة موقع المدرسة نوع المدرسة وعدد طلابها عدد المدرسينثانوية غسان عبود للإناث مدينة 742 طالبة 57ثانوية إلياس حرب للإناث مدينة 839 طالبة 56ثانوية حاكم الفندي/مختلط موحسن 673 طالباً وطالبة 29ثانوية علي إبراهيم المحمد للذكور مدينة 770 طالباً 42براعم النجاح الخاصة مختلط مدينة أساسي خاصة 800 طالب 17مدارس الدفعة الثانية (العام الدراسي 2007-2008)اسم المدرسة موقع المدرسة والمرحلة عدد الطلابذكور/إناث عدد الأساتذة ذكور/إناثثانوية الفرات للبنين/ عامة مدينة 0/850 4/59ثانوية الباسل للمتفوقين/عامة مدينة 123/279 17/27ثانوية عبد المنعم رياض/عامة الميادين 0/750 11/39ثانوية مظهر الداد للبنات/عامة البصيرة 580/0 12/13ثانوية العرفي للبنات/عام مدينة 430/0 18/10الدفعة الثالثة (العام الدراسي 2008-2009)اسم المدرسة موقع المدرسة عدد الطلاب عدد المدرسينالمعهد الرياضي بدير الزور مدينة 219 36ثانوية ابن خلدون إناث مدينة 340 32مدرسة الثورة إناث مدينة 320 35مدرسة/ثانوية إبراهيم السلامة ذكور مدينة 550 58ثانوية العرفي ذكور مدينة 350 38وقد جهزت المدارس المشاركة في هذا المشروع بحسب ما ذكر سابقاً، ولهذه المدارس موقع على الإنترنت يمكن الوصول إليه عبر العنوان (( www. is. sy)). فما الذي بقي إذاً؟ وهل حقق المشروع أهدافه؟التجهيزات تستثمر من قبل الطلاب والمدرسين، بعض المدارس تتيح لطلابها الدخول إلى الإنترنت (تلك التي لديها وصلة سريعة)، المدارس تنتج جلاءاتها باستخدام برمجيات إدارة المدرسة بالتعاون بين المدرسين والإداريين والفنيين، وتضعها على موقع المدرسة. أما ما تبقى فهو أولاً: تفعيل مواقع المدارس على الإنترنت وجعله ساحة يلتقي فيها الأهالي والطلاب والمدرسين، وثانياً تفعيل هذه المواقع بحيث تقدم معلومات يوماً بيوم عن كل أنشطة الطلاب والمدرسة وثالثاً الاستفادة الفعلية من هذه البنية التحتية المتوافرة في هذه المدارس لاستخدام المعلومات في اتخاذ القرار على مستوى المدرسة والمدارس وأخيراً الاستفادة من كل ذلك بما يخدم أهداف التربية وهناك الكثير مما يمكن قوله في هذا المجال.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق