09/تموز/2008
بمناسبة مرور عامٍ على تأسيس المكتبة العمومية للأطفال بـاللاذقية، وهي أول مكتبةٍ عمومية لأطفال سورية تتبع لجمعية قوس قزح «لطفولة أفضل»، قامت المكتبة بإطلاق مهرجان «القراءة عيد» الذي بدأ منذ أواخر الشهر الماضي، وتضمن عِدّة نشاطات متنوعة شملت رحلة فنية للأطفال عبر نصوص سمعية بصرية أقيمت في المتحف الوطني باللاذقية، وورشة عمل قصة مع دراما للأطفال، وورشة عمل حول تفعيل دور المكتبة، ونشاطاً أدبياً فنياً حول الدمج بين القراءة والفنون، ومحاضرة حول التوجهات المعاصرة في أدب الأطفال، ونشاطاً خزفياً حول الربط الوثيق بين القراءة والتطبيق، ونشاطاً علمياً بعنوان الطفل المهندس بالتعاون مع جامعة تشرين حول الحديقة كما يراها الأطفال، ونشاطاً فنياً للأطفال بعنوان نحكي- نتخيل- نرسم، وورشة عملٍ بعنوان سناجب البندق حول نقد قصة الأطفال.وبما أن نقد قصة الأطفال ومن قبل الأطفال القارئين لها يعتبر خطوةً جديدة جريئة، كان لـ«الوطن» حضور في الورشة التي اقترحها الكاتب مضر نصور وقام بإدارتها تحت اسم سناجب البندق، تضمنت الورشة التي استمرت خمسة أيام لقاءاتٍ مع عدّة كُتّابٍ وقاصين سوريين، حيث استقبلت القاصة كنينة دياب، وفدوى مقوص، ومنى كامل الأطرش، وفداء ديبة، ولمى يوسف، والدكتور وفيق خنسة، والقاص آصف عبد اللـه -رئيس تحرير مجلة أسامة-، وقام الأطفال بتوجيه الملاحظات للقصص ونقدها بعد قراءتها من قبل كتابها، وحول الورشة ذكر مضر نصور لـ«الوطن» أنه اقترح الورشة بهدف دفع الأطفال لنقد القصص القصيرة المخصصة لهم، والوصول إلى توصياتٍ واقتراحات توجه إلى الجهات المعنية بأدب الأطفال، لأجل تقديم الأفضل والأكثر متعة للطفل، حيث قدَّم لهم بعض المعلومات عن النقد، ومدارسه، وعلاقته بالثقافة العربية، وشجعهم على الحوار والإقناع عن طريق ممارسة النقد المشترك ضمن مجموعات.وقدَّم الأطفال خلال الورشة آراءً نقدية معمقة فاقت التوقعات، ففي نقدهم لقصة جدران المدينة الملونة المنشورة في مجلة أسامة العدد 655 للكاتبة نهلة السوسو، كتب الطفل يعرب يوسف «القصة تضمّ عبارات وتعابير تقحم خيال الطفل في أحداثها كما تضم عبارات السجع التي تقوي الموسيقى، وتحوي ألفاظاً جديدة تزيد من مخزوننا اللغوي»، ووصفها بهاء الدين كدو بأنها خالية من الإثارة وشاركه بالرأي الطفل حسام بوعيسى، وضمن فعاليات الورشة كان لـ«الوطن» لقاءات مع الأطفال تحدثوا فيها عن انطباعاتهم حول الورشة، فالطفلة رشا قزق 13 سنة رأت أن الورشة رائعة، علّمتها أن تقول رأيها بصدق دون خجل أو خوف من الآخرين.أما حلا العباسي 16 سنة فرأت أن قصص الأطفال في سورية جيدةٌ بشكلٍ عام، لكن هناك بعض الكُتّاب يكتبون قصصاً مملة وهذا في رأيها ليس ذنبهم بل ذنب التلفاز الذي ألغى المشاهد والقصص الهادئة، وأحلَّ مكانها عناصر الإثارة، والتشويق، والقتال. ورأت زهراء خليل 14 سنة أن الورشة ممتعة وفكرتها جديدة ومتميزة، حيث تعلمت أن تطرح رأيها دون خجل ولا تتراجع عنه، فالحوار مفيد مع اختلاف الآراء كما استنتجت أن النقد ليس هدفاً بل هو وسيلة لتطوير القصص، وبالنسبة لقصص الأطفال فهي جديدة مع بعض الملل في بعض القصص التثقيفية والتعليمية التي تأتي كأمر مباشر لها، فهي تفضل القصص ذات المغزى الغامض، والمفردات المبدعة، والنهايات المفتوحة، واقترحت هديل البيرق 14 سنة أن تتكرر الورشة وتتوسع لكونها تساعد بتلافي السلبيات في قصص الأطفال من خلال المقترحات، لكي يكتب الأدباء لنا قصصاً كما نريدها نحن، فأنا أفضل القصص التي تحرك الأحاسيس الحزينة وتحمل نوعاً من الفكاهة في الوقت نفسه، مع مغزى جميل دون ملل أو تعقيد.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق